ازمورانفو24:إبراهيم زباير
لا أحد كان يتنبأ بمرور المنتخب التونسي لدور الربع للظروف التي مر بها خصوصا الجانب الصحي حيث ضرب الكوفيد أكثر من نصف عناصر النخبة التونسية وهو ما جعلهم يمرون لدور الثمن بالكأد كأحسن أربع ثوالث بالمجموعات الست، بل مر بثلاث نقاط فقط.
بداية اللقاء عرفت ضغطا لمنتخب نيجيريا وانكماش تونسي، دون استغلال الفراغات التي كان يتركها النيجيريون في خط الدفاع، وبالغ التونسيون في إعادة الكرة للخلف لاستهلاك الوقت والاقتصاد في الجهد والتقدم مرة مرة وكأنهم يناوشون الخصم الذي سيطر في الكثير من الأحيان لكن بدون نجاعة، مع ارتداد لنسور قرطاج الذين اصطدموا بتكتل دفاعي في وسط الميدان للسوبر ايكلز.
لعب التونسيون بامكانياتهم مستحضرين الغيابات في صفوفهم وأثار كوفيد على العائدين من الإصابة وغياب المدرب منذر الكبير ،فدبروا الوقت، وهم الاختصاصيون في ” أكل ” قضم الزمن، وكلما مرت الدقائق اكتسبوا جرعات من الثقة مقابل ضرب يقينيات الخصم وهو المتصدر والحاصل على العلامة الكاملة في دور المجموعات.
نعم اخطأ النيجيريون حين سايرت وقبلت مجاراة تونس في الإيقاع الذي اختاره التونسيون وهم المعروف عليهم بالانضباط التكتيكي، وتفوقت تونس في نهجها وتلافت عناصرها الالتحامات بالقرب من معتركها، وتماسك وتقارب خطوطها، مع استماتة عناصرها الرهيبة التي تفوقت في النزالات الثنائية.
ويرجع الفضل للجناحين المساكني ورفيعة في إنجاح هذا النهج لكبح المتسللين من الجانبين وخصوصا كرادل.
أمام هذا النهج اكتفت نيجيريا في العرضيات بشكل بطيء وبدون طائل، وهو ما كان يبحث عنه التونسيون، حيث تسرب الضغط السلبي للعناصر النيجيرية .
مع بداية الجولة الثانية سيتمكن يوسف المساكنيي من افتتاح التهديف بمجهود فردي هزم به المدافعين والحارس مانحا التقدم لمنتخبه. ( الهدف هو رقم 13 له دوليا ، والمشاركة الحالية هي الخامسة له بالكان )
بعد هذا الهدف انتفض النيجيريون، لكن التونسيين عرفوا كيف يمتصوا ذلك بتنويم المباراة والانبعاث من السكون، وبدون اخطاء دبروا مجريات اللعب ، انكماش فضغط، وثاقوا في إمكانية تجاوز الخصم.
واضطر المدرب اكوستين للتغيير بتبديلات والبناء من الخلف، ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فالبديل ايوبي تدخل بقوة في حق المساكني لينال انذارا اسبدل بورقة حمراء بعد الرجوع لشاشة الفار، وبذلك لم يمكث بارضية الملعب سوى ستة دقائق، ليترك مجموعته منقوصة العدد منذ الدقيقة 65 .
هذا المستجد جعل المباراة تنفتح، فرصة هنا وأخرى هناك إلى أن أعلن الحكم نهاية المباراة بتفوق نسور قرطاج بالأداء والتكتيك ملقنة درسا لنيجيريا التي كانت مرشحة فوق العادة لصعود البوديوم، وقد تكون هذه أسوأ مباراة لها خلال الكان لحد الآن، وبالتالي خيبة أمل للسوبر ايكلز الذين أصبحوا ثاني منتخب يغادر دور الثمن فاسحين المجال لتونس لتكون ثاني منتخب يمر لدور الربع بعد بوركينافاصو.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=49552
