ازمور انفو24 المتابعة:بوشعيب الشداني
فارقت الحياة أمس الاثنين بالمستشفى العسكري بالرباط، أيقونة الإعلام المغربي مليكة ملاك، بعد صراع مع مرض عضال لم ينفع معه علاج.
شاءت الأقدار أن يرحل عنا في صمت هرم إعلامي بصيغة المؤنث، ساعات قليلة قبل احتفال نساء المعمور بيومهن العالمي، ليترك خلفه أرشيفا إعلاميا كان شاهدا على محطة من تاريخ القناة الثانية التي ارتبط بها ارتباطا وثيقا.
تجربة ملاك المهنية لازالت حاضرة بقوة في ذاكرة المشهد الإعلامي المغربي، ولازال أرشيف القناة الثانية، يحفظ سبقها في زمن سياسي جد حساس، من خلال مقابلاتها الشهيرة مع كبار السياسيين والمثقفين والمفكرين المغاربة، في برامجها الحوارية الناجحة بكل المقاييس”وجه وحدث” و “في الواجهة”، وكيف استطاعت وقتئذ بشخصيتها الكاريزمية، وبعمقها وذكائها وحضورها الثقافي، كخريجة لجامعة كيبيك شعبة العلوم السياسية وأستاذة جامعية وباحثة في الشأن السياسي،إثارة الشغب المعرفي وإماطة اللثام على قضايا ساخنة، تثير لعاب الرأي العام الوطني خلال فترة تسعينيات القرن الماضي وبداية القرن الحالي.
مسار ملاك لم يكن مفروشا بالورود، ويحفظ لها التاريخ أنها أدت الثمن غاليا من أجل تحرير القطاع السمعي البصري، بعد استضافتها الشهيرة، للأمين العام السابق لحزب الاستقلال الراحل امحمد بوستة في برنامجها الحواري “وجه وحدث”، و لازال الكثير من المتتبعين للمشهد السياسي وقتها، يذكرون كيف باغثه الصحافي الاتحادي حسن نجمي، بسؤال يقول فيه” كيف تتوقعون ميثاق شرف مع إدريس البصري وهو رمز كل تزوير انتخابي في البلاد؟”، وهو ما أثار غضب وزير الداخلية والإعلام حينئذ، الذي سخر كل سلطاته لإيقاف البرنامج عام 1996 بعد 3 سنوات من البث على القناة الثانية وإبعادها عن عدسات التليفزيون، قبل أن تنتقل لقناة المحور التي لم تعمر بها طويلا، لتعود مجددا إلى مشاهديها على القناة الثانية، ببرنامج آخر يحمل نفس المواصفات اختارت له من العناوي”في الواجهة”، تزامن مع تقلد حكومة التناوب التي كان يرأسها عبد الرحمن اليوسفي دواليب السلطة بالمغرب.
نسأل الله أن يتغمذ مليكة ملاك برحمته الواسعة، ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان في مصابهم الجلل… إنا لله وإنا إليه راجعون.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=21630