أزمور أنفو 24 المتابعة: عبدالواحد سعادي
لقد تراجع وزير الصحة عن قرار اغلاقه لأبواب الوالي الصالح بويا عمر في وجه مريديه والوافدين عليه، هنا فقط تصدق رواية عبدالاله بن كيران رئيس الحكومة في ايمانه بالعفاريت التي قد تكون بالفعل “زفت” على وزيره في الصحة الذي ” ضرب الطم” ولم يعد لتناول موضوع بويا عمر ، فوقف امام صور المصداقية والخرافة والمسكوت عنه عاجزا أمام أولاد بويا عمر وأولاد سيد عمر بدائرة العطاوية وجماعة العطاوية القروية المهمة باقليم قلعة السراغنة وتدل على ساقية تعبر المنطقة وسميت بالعطاوية دلالة على عطائها وبركتها.
الشفاء والاستشفاء،الجنون والتسامح الاجتماعي والصرع،سلبيات العلاج التقليدي وايجابياته ،القول المبين في التوسل بالأولياء الصالحين،وغيرها من المواضيع التي في حاجة الى الدراسة والنقاش.
انه الولي الصالح سيدي عمر بن عبدالعزيز ابن الشيخ سيدي رحال المعروف ببويا عمر،عاش في القرن الحادي عشر الهجري وتتلمذ على يد الشيخ سيدي احمد الخليفة بن سيدي أحمد بن ناصر بالزاوية الناصرية بتمكروت بورزازات اشتهر في حياته بتدريس العلوم الدينية،دفن بتساوت،قيادة السهريج على جانب وادي تساوت،على جانب الأيمن من دوار الطواهرية الموجود خلف الوادي.
وقد احتفظت هذه الزاوية بالطابع الديني الصرف الذي اضفاه عليها هذا الوالي الصالح،اذ يقام بها موسم ديني بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف يحضره رواد كثيرون يأتونه من كل أنحاء المملكة المغربية من أجل الاحتفال بهذا العيد،حيث يصل اليه ألف الى عشرة الاف زائر، أما زواره خارج الموسم فيتراوحون بين ألف وثلاث ألاف فرد أسبوعيا ،اذلك يتميز الوالي الصالح بويا عمر بكثرة الوافدين عليه من جميع أنحاء المغرب،وكذا من بعض الدول الأوربية والعربية للتداوي من الأمراض العقلية وخاصة الصرع.
وأما إذا انطلقنا من فرضيتي علم النفس الحديث والعلاج التقليدي، فالفرضيتان في حد ذاتهما يستمدان مشروعيتهما من حالات فردية ،سيكولوجية،باتولوجية،نفسية عضوية ،وقد جاءت مبادرات علمية عديدة لا لتعيد انتاج خطاب أصبح معروفا ومتداولا،بل لتنافس مشروعية هذا العلاج التقليدي في مختلف تجلياته وطرقه ،فإحالات علم النفس الحديث معروفة على هذا المستوى لانها كانت متفشية حتى في الدول الغربية وبشكل غير معلن تجاوزوا اعتبار العلاج التقليدي كفرضية يمكن الاعتماد عليها بشكل أساسي في العلاج النفسي الحديث واعبوا ذلك ظاهرة من الظواهر الاجتماعية التي تطورت بفعل خصوصية المجتمع المغربي ذاته،الا ان هذا لا يعني اقصاء الظواهرالاستشفائية بالطرق التقليدية،بشتى أشكالها،لان علم النفس الحديث منذ فرويد اعتمد على التفتح ودراسة كل حيثيات”الحالة” على اساس ان كلا منهما يهدف الى علاج المصاب ،وكان المهم ايضا هو التطرق الى الطرق العلاجية سواء منها الحديثة او التقليدية ،فلماذا يترك المصاب الطبيب النفسي ويلتجأ الى الطرق التقليدية؟
من الطبيعي ان يدافع كل من دائرة اختصاصية على اطروحاته،هذا الدفاع لا يمكن ان يخرج من محيط المجتمع وخصوصيات السلوك الفردي داخله ،فعلم النفس الحديث نجح بشكل كبير في المغرب بل اصبح الفرد هنا يفضل الذهاب عند عالم نفسي أكثر من الذهاب عند طبيب،وهنا يدخل أيضا علم النفس الكلينيكي المعتمد على العيادة،فالمشكل في اطار مجتمعنا في حالات عديدة يؤطره الاستثناء،فنجاح حالة بالطرق العلاجية التقليدية تشيع وتصبح مرجعا بالنسبة لعموم المواطنين.
وبطبيعة الحال،فعلم النفس الحديث وان كان يهتم بهذا الجانب،إلا أنه لا يعتمد ذالك كأمر واقع يجب احترامه،عكس ذلك جاءت أطروحة العلاج التقليدي من خلال بعض حفدة بويا عمر الذين اعتبروا مداخلات الأطباء والأساتذة همشت بشكل أو بآخر الطرق العلاجية التقليدية،فالبعض اعتبرها حقيقية مجتمعية”ظاهرة” والبعض الآخر اعتبرها هرطقة واعتبروا ان طرق علاجهم ناجعة وضرورية أعطت ثمارها في حالات عديدة ليس على مستوى حالات الصرع وحدها بل الى حالات عصابية أخرى وأعطوا مثال هروب المصابين من عيادات الأطباء الى الولي الصالح بويا عمر،بمعنى أن هذه الاطروحة لا تؤمن بالنظريات الحديثة وتعتبرها هي الاخرى” هرطقة” لأن الحالات أمامها واضحة وجلية وقد أعطوا أمثلة عديدة لنجاعة طرق علاجهم.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=9192