ازمورانفو24:
صدر للصحفي والكاتب أحمد ذو الرشاد كتاب في أدب الرحلة، موسوم ب “من مزكان إلى جاكرطة… رحلة على خطى ابن بطوطة”. ويعتبر الكتاب رصدا للمسار أو الرحلة التي قام بها الرحالتان يوسف عبد النعيم وعبد الكريم راشق، طيلة 11 شهرا.
واستمع لهما الكاتب ودون ملاحظاتهما وسبق أن نشر الكتاب عبر حلقات على صفحات جريدة الصباح واعتمد الرحالتان في هذه التدوينة، على رصد مركز للمشاهدات والطرائف والعجائب والغرائب، وكذا بعض المشاكل والأهوال التي واجهاها في رحلتهما، وسجلا بالصوت والصورة، صورا لحياة الأعراب وطرق عيشهم وتعاملهم مع الإنسان والحيوان.
كما أتاحت لهما هذه الرحلة فرصة لقاء العديد من الشخصيات السياسية والثقافية والفنية، من أمراء ووزراء وسفراء ومثقفين وأدباء وأناس بسطاء. وكانت فعلا بمثابة مدرسة مفتوحة، إذ خولت لهما الاحتكاك بالمجتمعات العربية والإسلامية والآسيوية، التي كان لها الفضل الكبير في رفع رصيدهما المعرفي والثقافي والاجتماعي.
يقول الدكتور شعيب حليفي في تقديمه للكتاب، “في هذا النص الذي حرره أحمد ذو الرشاد انطلاقا من رواية رحالتين مغربيين،يوسف عبد المنعم وعبد الكريم راشق، وهما من مدينة الجديدة، تتماهى الرحلة مع ما أنجزه ابن جزي وهو يحرر رحلة ابن بطوطة، بشكل من الأشكال وفي سياقات مختلفة. لكن الدلالة من استدعاء هذه المقارنة العارضة ليس لتأكيدها وإنما استحضارا لرمزيتها في التنويع المستمر في تدوين النصوص الرحلية.
ويأتي سرد هذه الرحلة مختصرا يختزن خلفه الكثير من المعطيات التي ضاعت في رحلة دامت إحدى عشر شهرا، انطلقت من المغرب لتزور إثنا عشر دولة عربية (تونس وليبيا ومصر والأردن وسوريا ولبنان والسعودية والكويت والبحرين وقطر واليمن والإمارات العربية المتحدة، ثم التايلاند وماليزيا واندونيسيا). وفي كل هذه الأسفار كان لقاء الآخر والجغرافيات المتنوعة أهم شيء لرؤية المجتمع وثقافاته في تنوعها وقيمها، كما عكست الرحلة، بشكل من الأشكال، المحنة والهواجس ثم الفرح”.
وأما الدكتور إبراهيم الحجري فيرى، “أن النّص الرحليّ، الذي بين أيدينا أن الرّحالتين المعاصرين، قد اقتفيا آثار رحلة ابن بطوطة، متتبعين المسار الذي عبره مع فارق الزمن والإمكانيات والسيّاق، وكأنهما يرغبان في الوقوف على ما تغيّر في معالم موصوفاته، وما لحقها من تعديلات، راسمين، بذلك، أفق المقارنة والمقاربة والتحليل. وقد خرجت رحلتهما بملاحظات متميزة تخص المكان والإنسان، وقدمت للقارئ معطى إثنوغرافيا ضافيا حول العوالم التي زاراها، وخالطا ناسها، وتعرفا على بنياتها، والتي بإمكانها أن توضح الفروق بين الشعوب والقارات، وما أحدثه عليها تحول الأزمنة والسياسيات المتعاقبة من تطور حضاري ومعرفي وسلوكي”.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=47298