الوجه الآخر لأزمة الدفاع الجديدي

2014-11-21T21:39:38+00:00
جهويةرياضية
21 نوفمبر 2014آخر تحديث : الجمعة 21 نوفمبر 2014 - 9:39 مساءً
الوجه الآخر لأزمة الدفاع الجديدي

جمال اسطيفي “المساء” عدد 2534

ما توقعناه قبل أسابيع عديدة بخصوص المدرب المصري حسن شحاتة الذي يدرب الدفاع الجديدي حدث، فقد رحل هذا المدرب عن الفريق الدكالي مفضلا التعاقد مع المقاولون العرب المصري، ودون أن يكلف نفسه حتى عناء إبلاغ مسؤولي الفريق الدكالي بالخطوة التي أقدم عليها.
لقد كان التعاقد مع حسن شحاتة خطأ منذ البداية، فهذا المدرب لم يسبق له أن نجح في أي تجربة خارج مصر، فقد حالفه الفشل مع العربي القطري، مثلما حالفه في تجارب أخرى، وظل يعيش دائما على ذكريات قيادته للمنتخب المصري وتتويجه معه بلقب كأس إفريقيا للأمم لثلاث مرات متتالية.
وحتى عندما قرر مسؤولو الدفاع الجديدي التعاقد معه خلفا للجزائري عبد الحق بنشيخة الذي غادر الفريق صوب الرجاء البيضاوي، قبل أن يجد نفسه هو الآخر مقالا بعد ثلاث جولات على انطلاق البطولة، فإن تحرك مسؤولي الفريق الدكالي طبعه الانفعال وردود الفعل، أكثر مما حكمه برنامج عمل واستراتيجية لوضع الفريق على السكة الصحيحة، ذلك أنه لما رحل بنشيخة، حاول مسؤولو الفريق مدفوعين بعامل الإقليم البحث عن اسم “كبير” لمدرب، وليس عن مدرب يتلاءم وحاجيات الفريق وإمكانياته المادية، بل إن شحاتة كان يتقاضى ما يقارب 30 مليون سنتيم شهريا، ناهيك عن أنه رفض مغادرة منتجع مازاغان حيث كان يقيم رغم أنه يكلف الفريق غاليا، دون الحديث عن غياباته المتكررة وسفره الدائم إلى مصر، إذ ظل يزعم أن زوجته مريضة، فضلا عن أن مسؤولي الفريق الدكالي لم يترددوا في أن يسندوا لشحاتة مهمة مشرف عام، وهي المهمة التي لم يسبق له أن قام بها على الإطلاق، بل إن حتى مهمة قيادة الفريق على نحو جيد لم يقم بها، وكان يتركها لمساعده، وعندما يرى المدرب/ أي مدرب أنه أكبر من المسؤولين فإنه لا يمكن إلا أن يتصرف كما فعل شحاتة، فعندما لا يشعر المدرب أنه موظف لدى الفريق فإنه يفعل ما يحلو لأنه ليس هناك حسيب أو رقيب.
واقعة شحاتة، ليست إلا تفصيلة صغيرة في مشاكل الفريق الدكالي الذي يتخبط في أزمة مادية خانقة، ورغم ذلك ظل مسؤولوه يقودون الفريق كما لو أنه واحد من الفرق الغنية بالمغرب، مع أن واقع الحال ليس كذلك.
في الجمع العام الأخير للفريق الدكالي الذي عقد خارج القانون لم يتردد كثيرون في أن يدخلوا في حروب صغيرة ومعلنة، ذلك أن كل واحد ظل يحاول أن يقدم نفسه على أنه المنقذ للفريق، وأنه الرجل المناسب، مع أن الواقع المر يكمن في أن الصراع حول كراسي المسؤولية، وحول “التبندير” وحول من سيظهر في الواجهة، خصوصا أن موعد الانتخابات قريب، ولذلك لم يتردد كثير من ممتهني السياسة في البحث لهم عن موطئ قدم داخل الفريق، والحال نفسه بالنسبة لممتهني عضوية الجمعيات الرياضية.
لقد وجد الفريق نفسه يواجه أزمة مادية، فماذا فعل أصحاب ربطات العنق لإخراج الفريق من هذا “المستنقع”، وأين هي الوعود التي قدمها نائب الرئيس محمد أبو الفراج للاعبين بعد أن أضربوا عن التداريب قبل مباراة حسنية أكادير، وأين هو الرئيس وبقية أعضاء المكتب؟
في العديد من المكاتب المسيرة عندما يواجه فريق أزمة مادية، فإن بعض أعضائه هم الذين يقرضون الفريق من مالهم الخاص، على أن يستردوها بعد أن يتوصل بدعم المانحين والمستشهرين.
في الدفاع الجديدي تبدو الصورة معكوسة، ذلك أن ثلة من المسيرين يحسنون التقاط الصور، كلما حقق الفريق نتيجة إيجابية، والسفر على حساب مالية الفريق، والأكل و”الشرب” بكل أنواعه، لكن ما أن تتعقد الأمور حتى يختفون عن الأنظار، هذا دون الحديث عن أصحاب دموع التماسيح، الذي يقتلون القتيل ويمشون في جنازته.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!