الدقاقة بين البعد ين الوظيفي والرمزي

2015-06-26T18:29:39+00:00
اقلام حرة
26 يونيو 2015آخر تحديث : الجمعة 26 يونيو 2015 - 6:29 مساءً
الدقاقة بين البعد ين الوظيفي والرمزي

أزمور أنفو24 المتابعة:عبد الفتاح الفاقيد عن العدد الأول لجريدة أخبار أزمور الجهوية
تحتل ” الدقاقة” مكانة متميزة داخل حقلنا الاجتماعي والثقافي ، وتتعدد أشكالها بتعدد هندسة الأبواب واختلاف مواد صناعتها. وإن كانت أغلب “الدقاقات” تأخذ بعدا رمزيا واحدا هو شكل ” الخميسة”. شكل يستمد دلالاته من بعض المعتقدات الأسـطوريـة و الطقوس الدينية، و من بعض الإيحاءات الجنسية المتجذرة في بنية اللاشعور العربي .
وتتميز حاضرة آزمور، وبالضبط المدينة العتيقة ، بالعديد من ” الدقاقات” التي يمتد تاريخ صناعتها إلى حقب متفاوتة ، تعكس في تعددها وتنوع أشكالها الهندسية بعدا جماليا وذوقا فنيا، يدل على تطور الصنعة والإتقان الحرفي والإبداعي داخل هذه المدينة التي تعايشت داخل أسوارها العديد من الأجناس، وتعاقبت عليها حضارات مختلفة.
بناءا على هذا التلاقح والتجانس الثقافي والحضاري سيتم إنتاج العديد من المواد ذات الطبيعة الوظيفية والجمالية ومنها ” الدقاقات” والتي استعملت لطرق الأبواب قصد إخبار سكان الدار بوجود زوار محتملين، فالهدف الأول من “الدقاقات” كان هدفا تواصليا وإعلاميا. كما يمكننا الوقوف على بعض المقاصد الأخرى والتي كانت وراء الشكل الهندسي المحدد في شكل “خميسة”، والتي تلعب دورا في الحماية من “العين” و”الحسد”. ورد كيد الحاقدين والناقمين على سكان الدار.
وتختلف مادة “الدقاقة” تبعا لاختلاف الطبقات الاجتماعية، فالطبقات الموسرة غالبا ما تتخذ أبوابا من الخشب المتميز(العرعار، السواك، الصنوبر…)، وتتخذ من النحاس الأصفر مادة أثيرة لصنع “الدقاقات”، و باقي الطبقات تختار الحديد بديلا للنحاس.
تكون أغلب “الدقاقات”  في شكل كف اليد وكل إشارة أو تلويح بكف اليد هو أمر بالتوقف والتأني والاستئذان قبل تجاوز عتبة البيت. أما من ناحية أخرى فإننا نجذ “الدقاقة” تشبه في بعدها الهندسي الجهازين التناسليين للذكر والأنثى. ويستمد هذا الاقتران أساسه الرمزي من البعدين النفسي والاجتماعي كعلامات دالة على المكون الأسري المرتكز على نواة أولية هي “الأب” و”الأم” فالقضيب يرمز إلى القوة والسلطة أما الشكل الرحمي فيدل على الخضوع والخنوع، وثنائية المذكر والمؤنث غالبا ما تحيل على الارتباط وفق قواعد دينية وأخلاقية قصد التكاثر وطلبا للديمومة والاستمرارية.
وبالعودة إلى الشكل الدائري الذي قد تكون عليه بعض “الدقاقات”، فإننا نجد حضورا مكثفا للدائرة في الثقافة العربية الإسلامية، فالدائرة تشبه القبة والهلال وحذوة الفرس وكلها موضوعات ذات طابع ديني مقدس.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!