المدينة العتيقة لأزمور مشتل للكتابة ومصدر إلهام للمبدعين‎

2015-12-29T09:27:02+00:00
أزموراقلام حرة
28 ديسمبر 2015آخر تحديث : الثلاثاء 29 ديسمبر 2015 - 9:27 صباحًا
المدينة العتيقة لأزمور مشتل للكتابة ومصدر إلهام للمبدعين‎

ازمور انفو 24المتابعة:وفاء الاتوبي
يمكن اعتبار المدينة العتيقة احد الموضوعات الاساسية للكتابة التاريخية والادبية والروائية العربية،بل يمكن القول إنه كانت ولادة الرواية الحديثة قد ارتبطت بالريف-البادية-رواية زينب لحسنين هيكل-فان تبلورها الاسلوبي وتطورها النوعي ،قد اتصل وثيق الصلة بالتفكير في المدينة وصياغتها اسلوبيا لدى يوسف ادريس ونجيب محفوظ وعبدالرحمان منيف وغيرهم،وهذا الامر نفسه هو الذي نجده في شعر الحداثة لدى البياتي وادونيس ومحمد عفيف مطر وصلاح عبد الصبور بالاخص،ولاحقا لدى الشعراء اللبنانين خلال الحرب.
لذا فان الصياغة الادبية للمدينة قد تمت حسب الوجهات التالية:-المدينة بوصفها فضاء رمزيا،بحيث ان مدنها مثل فاس و أزمور ومراكش والقاهرة ودمشق،قد غدت فضاء يختزل المدينة في حين معين،الشياح في
بيروت ،خان الخليلي في القاهرة،دار البارود بازمور،بحيث تتركز فيه معطيات وعلاقات عامة.
-المدينة بوصفها فضاء تاريخياتارتاريخيا،وهو ما بلورته مدن الملح لعبد الرحمان منيف،بحيث جاءت خماسيته تعبيرا عن تطور التاريخ العربي المعاصر منذ البداوة الى اكتشاف النفط.
اما في الكتابة الادبية بالمغرب فان المدينة ظلت محور الكتابة الحكائية منذ المرحلة المراكشية لعبدالله بن المؤقت نو الزاوية لمحمد ابن الحسن الوزان مرورا ب-الطفولة-لعبد المجيد بن جلون الى كتاب ادريس الخوري ومحمد شكري واحمد بوزفور ومحمد برادة وغيرهم.
وقد تشكلت المدينة هنا في صور معينة تحيل على موضوعات التهميش الاجتماعي-كما لدى محمد برادة و محمد الهراوي-والتحديث العشوائي -كما لدى مصطفى المسناوي مثلا-وكذا في صور جزئية جعلت من المقهى والساحة والحانة….فضاءات تختزل بشكل كثيف رمزية العلاقات الاجتماعية وتعمق المعاناة الذاتية.
هكذا يمكن القول بان ارتباط تركيب وكثافة وعمق،بحيث ان المدينة غدت مجال للكتابة اساسها ومصدرها معطياتها الجمالية والمواضيعية ،الا ان الموضوع اتسم بالاخد والرد في اكثر من نقاش حول عدم الاخد المطلق بهذه الصلة بين المدينة والكتابة وعدم تاسيسها كقاعدة اساسية في ولادة النق الأدبي،وذلك لان اصحاب هذا الاتجاه يخشون من ان تصبح هذه بين الكتابة والمدينة تطغى بشكل مطلق على الخلق الادبي الذي ان افتقد المدينة ،افتقد كل شيء ،الا ان عبد الكبير الخطيبي استجلى الرؤيا بشكل واضح،تخلص الى القول الفاصل بان المدينة أثرها على كتاب المدن،وللبادية أثرها كذلك على كتابها ومبدعيها ،حيث ان عبقرية الخلق تبقى متوفرة عند كل واحد من الطبقتين،ويكتمل الالهام والإبداع حينما تجتمعا المدينة ةالبادية معا في مخيلة وانتاج الكاتب المغمور.
فبين ظهرانينا اليوم تحيا ابراج وأسوار لمدينة شامخة مصدر إلهام وإبداع ومشتل متنوع الأغراس والشتائل المواضيعية فكيف لا نستغل هذه البيئة الغنية المعطاءة بغطس أقلامنا وعقولنا في محبرتها السائلة والسيالة لنخوض في بحورها وكنوزها بشتى فنون الكتابة،وهي مجرد دعوة للشباب بالخصوص من أجل تذوق هذا الطعم الحلو الشهي،فستجدون دواتكم وسجيتكم في هذا السحر المكنون وستعشقون ازمور فافعلوا ترون عجبا !!!!و سراجا منيرا.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!