رسالة الملك

2013-12-25T09:45:56+00:00
رياضيةوطنية
24 ديسمبر 2013آخر تحديث : الأربعاء 25 ديسمبر 2013 - 9:45 صباحًا
رسالة الملك


بينما أثنى الملك محمد السادس في رسالة موجهة لإدارة الرجاء على الإنجاز الذي حققه الفريق في كأس العالم للأندية بوصوله إلى المباراة النهائية حيث واجه بايرن ميونيخ الألماني، فإنه دعا إلى استلهام الدروس والعبر من هذا الإنجاز، وأن يشكل ما تحقق دافعا للفريق لمضاعفة الجهود لتحقيق إنجازات أخرى، وأن يكون مثالا يقتدى به لكافة الهيئات والنوادي الرياضة والوطنية.
لم يقتصر محمد السادس في رسالته لفريق الرجاء على تهنئة الفريق فقط، بل إنه اختار أن يتحدث بإسهاب، وأن يوجه الكثير من الرسائل إلى من يهمهم أمر تدبير المشهد الرياضي عامة، والكروي على وجه الخصوص.
إن في رسالة الملك للرجاء، الكثير من الإشارات التي وردت في الرسالة الملكية للمناظرة الوطنية الثانية للرياضة التي نظمت بالصخيرات عقب أولمبياد بكين 2008.
لقد تحدثت الرسالة آنذاك عن الارتزاق ودعت إلى دمقرطة المشهد الرياضي، وتحدثت عن متطفلين، وشخصت بالتفصيل الأمراض التي تعاني منها الرياضة المغربية، لكن بدل أن تكون تلك الرسالة دافعا إلى العمل، وإلى تغيير المشهد، فإن الأشخاص أنفسهم ظلوا متسلطين على تدبير الشأن الرياضي، وحتى الجامعات والفرق التي طالها التغيير، فإن التغيير طال بعض الأشخاص فقط، دون أن يطال العقليات التي واصلت تدبيرها للرياضة المغربية بنفس الطريقة المتحجرة.
اليوم، وجه الملك رسالة تهنئته لفريق الرجاء، ووجه التحية لجمهوره ولاعبيه وطاقمه التقني والطبي والإداري، وفي الوقت الذي هنأ فيه الملك فريق الرجاء، الذي أعاده إلى الملاعب بعد 13 سنة من الغياب، فإن جامعة الكرة المسؤولة عن تدبير الكرة المغربية وعن صناعة أفراح المغاربة مازالت تغط في سباتها العميق، فالمنتخب المحلي بدون مدرب رغم أن مدة قصيرة تفصله عن المشاركة في كأس إفريقيا ببلاد نيلسون مانديلا، أما المنتخب الأول فإنه بدوره بدون ربان، رغم أن حدثا كبيرا اسمه كأس إفريقيا سينظم بالمغرب سنة 2015 ويراهن عليه ملايين المغاربة ليعيشوا لحظات فرح وانتشاء بإنجاز كروي جديد.
في الوقت الذي هنأ فيه الملك الرجاء، مازالت الكرة المغربية تسير بدون بوصلة، ومازالت الحروب تندلع هنا وهناك، ليس من أجل مصلحة الكرة المغربية، ولكن من أجل مصالح شخصية ضيقة.
إن المغرب مليء بالمواهب ليس في كرة القدم فقط، ولكن في العديد من الرياضات، لكن للأسف الشديد، فإن غياب مسيرين أكفاء، يتوفرون على بعد النظر، وتؤرقهم صورة المغرب رياضيا، واستمرار وجود آلات التحكم عن بعد، وغياب المحاسبة، كلها عوامل تجر الكرة والرياضة المغربية إلى الخلف.

                                                                جمال اسطيفي المساء

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!