حين تتحول لغة الإعلام إلى ….؟ لغة اللفظ و الجسد بشكل يدعو للسخرية و الضحك والاستهبال

6 يناير 2014آخر تحديث : الثلاثاء 7 يناير 2014 - 12:27 صباحًا
حين تتحول لغة الإعلام إلى ….؟ لغة اللفظ و الجسد بشكل يدعو للسخرية و الضحك والاستهبال

حين تتحول لغة الإعلام إلى ….؟لغة اللفظ و الجسد بشكل يدعو للسخرية و الضحك والاستهبال

436x328_21193_252133

بعض القنوات الفضائية حتى تستقطب جمهور المشاهدين تستخدم لغة اللفظ و الجسد بشكل يدعو للسخرية و الضحك و الاستهبال، و لا مانع لدى مقدمي تلك البرامج من أن يتحـوّلوا إلى أراجوزات يقومون بأداء ألعاب بهلوانيّة في تقديمهم لتلك البرامج، و كل ذلك من أجل الترويج و المنافسة لاستقطاب عدد كبير من الناس. و يميل أصحابها إلى استخدام اللهجة العامية السوقية بكثرة – التي أصبحت تُصدر التلوّث السمعي و التشويه البصري. خاصّة بعض القنوات المصرية، حيث بعض مقدّميها يقوم بوصلة ردح على الطريقة المصرية، و الآخر يردّ عليه في قناة أخرى بنفس الأسلوب. و إذا تنافس معه زاد عليه. و لاستكمال المشهد الدرامي لم يبق إلاّ أن يُمسكوا لبعض الصاجات، مع طبّال من شارع الهرم في الخلفيّة. أي استهبال يلقى على مسامع الناس المهم كيف تجذب المشاهد إليك.

في السابق عند بدء الإعلام الفضائي كان الحديث عن موضوعات الجنس هو شغلها الشاغل والتسابق في طرح هذا النوع من الموضوعات مع شيء من الحياء ما زال قائمًا، إلاّ أنه بعد ذلك، و بعد التعوّد على تلك الموضوعات و القضايا في طرقها مسامع المشاهدين، لم تعد توفي بالغرض و أصبح الدخول إلى تفاصيل العلاقة مطلوبًا بشكل أكثر صراحة  ووضوحًا وأكثر إثارة. و هذا مو بيت القصيد، الذي سيزيد من الإثارة. عندما تكون مقدمة البرنامج سيدة جميلة، أنيقة، ذات حضور أنثوي بارز. هذا كله يُحرّك خيال المشاهد مع ما يسمعه من حديث ذي شجون لا يتجاوز الغرف الحمراء. وهذا أيضًا استنفد غرضه. طيّب ما الحل كل يوم يكتشف الجديد في هذا العالم المُثير. طبعًا موضوعات الدين و قضاياه أخذت جانبًا كبيرًا من ذلك، وفتحت كثيرًا من القضايا الساخنة. فلم يبق إلاّ الضلع الأخير الذي لم يمس بتلك الصورة إلاّ مع ثورات “الربيع ” العربي . فأصبح التسابق إلى السبّ و الشتم و السفالة في الموضوعات السياسيّة أمرًا مطلوبًا يفرضه التسابق المحموم على ذلك، فإذا لم أفعل أنا سيفعل غيري و سيسحب البساط من تحت قدمي. و من هنا رأينا عندما زادت الحريات، تحول الإعلام إلى بهيمة و أحط – مع الاحتفاظ للبهائم بحقها- من غير ضابط  و لا مراعاة لقواعد المهنة، حيث أزيل السقف ورفع الغطاء و كشفت العورات و السوءات، و أصبح كثير من الإعلام بهيمة تحرّكه غرائزه المهنيّة و تُثيره شهواتها، و لو باغتصاب شرف المهنة. و إذا كان العمل المهني السوي لا يجذب الناس فلا مانع من إطلاق الروائح العفنة الدالة على صاحبها، و قرع طبلة الأذن بكل إسفاف وسفالة وصفاقة فتلك بضاعة المرحلة والسوق لا يُمانع، بل يطلب بالمزيد، في مناخ مشحون بكثير من المتغيّرات

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!