تنجداد تاريخ الحضارة

2014-01-15T23:33:30+00:00
فسحة الأدب
15 يناير 2014آخر تحديث : الأربعاء 15 يناير 2014 - 11:33 مساءً
تنجداد تاريخ الحضارة

تنجداد البكر تزينت هالة للأفراح

وتنورت تعظيما بصمود الأسلافِ

وتضوعت بالمسك طيَّب ثغرها

ولباسها المطرز بحريره الهفهافِ

وتمخرَّت ريح الأوائل يممت

وجها لهم بمحاسن الإتحافِ

واستنشقت من روضهم بجمالها

ما بالنسيم العليل من الأريج الرفراف

وتمخترت عزة بقوامها وبقدها

سحرٌ تحدَّر من جبين العفاف

غسلت بارادة شبابها وجها لها

وتظللت بالتينِ واللوز والصفصافِ

وبواد تودغى أمعنت في نزهة

صحراوية الجمال الملاَّح والمجدافِ

وتطلعت بشاشة للخضرة تغمر أرضها

منذ انبلاج الخير بمشارق الإرهافِ

فهي الجميلة أينعت بزهورها

ما واجهت جدب الثرى بجفافِ

فمنابت الأشجار ينبت بالحيا

يهمي عليها من خلال مصافي

في خضرة الأوراق أفنان بها

إسعافنا بمباهج الإسعافِ

ومراتع الترحال في أرجائها

يسري بنا في سعينا الطوَّافِ

بتنجداد الغراء كم تعاظم ذكرها

بالدهر واسأل ولو قلوبا عجاف

تحوي البساتين الخاضرات حولها

وتبث فحوى أنسها المضيافِ

وتحي ذكرى ما تقادم جهرة

للفكر فيها أوضح الكشَّافِ

فتنجداد تاريخ الحضارة أضرمت

فينا اشتياق القلب والأعطافِ

نهفو إليها نستريح بحضنها

ونقيم فيها حياة بمنتدى الآلافِ

هبوا إليها مغرمين بأهلها

أهل المكارم مكرمي الأضيافِ

والجامع الكبير يبدو شامخا

بتناسق الردهات والأكتافِ

إيهٍ .. إليها السائحون تدفقوا

من كل صوب كالطائر الرفراف

في يوم العيد البشائر هللوا

بتنجداد نشاطا بكل الاطراف

النساء والشيوخ والاطفال والشباب

كانوا معا بشارة يدا للحق والإنصافِ

وتقهقر الطغاة بتنجداد جروا خزيهم

جرا المهانة ونالوا خيبة الإضعافِ

واستشرفت تنجداد الأبية عزها

من عزم شبابها وبالله واهب الألطافِ

وتبوأت بالشباب المعالي قدرها

تسمو شموخا وذروة لقمة الأشرافِ

تأبى تنجداد المظالم كلها لا ترتضي

ضيما لاهلها فهي عصبة الأشرافِ

تمضي تثور على العتاة بعزمها

في قلبها بركان وبمجمل الألافِ

تنقض كالشهب السريعة فجأة

نحو الغزاة لها بصعقة الإرجافِ

عبر الزمان والمكان رجالها ونساؤها

فخر المغاربة في الخير والجفاف

وتمحصوا تاريخ تنجداد العظيمة

عنها تشهد نفسك أحسن الأصدافِ

كاللؤلؤة المكنونة في نهر ملئ

للفكر يهدي لسلسبيل شفاف

جودي برضاك يا تنجداد عني

أشتاق فيك رقائق استعطاف

وأود سؤالك هل منحت لعاشقٍ

قبلي هواكِ المستكين الكافي

أنا عاشق تنجداد بناسها جئت طالبا

تحقيق مرادها بفكر وضمير شفاف

عند ها الجمال مُقَدِّرا أوصافه

ومعبّرا عن ومضهِ الخَطَّافِ

أنت تنجداد عروسة تزينت بزينتها

بالجيد والنفيس والأهداب بالإسرافِ

بالتبر تلبس بالشذا خلخالها

تختار أجمل واغلى لمسة لخِفافِ

لتكسر جنح كل مكابر ومعاند

ومجاهر بالسوء والعصيان والإجحافِ

في تنجداد مكامن قوة وإرادة

في مستطاع الفعل والإشرافِ

ولها حماةٌ مخلصون تدفقوا

طول الزمان بصولة لخِفافِ

ما نال بتنجداد بارادتها طامع

أو قام فيها هانئ الأوقافِ

يرتد بالخذلان يهوي حاسرا

يلقى الهوان بخيبة وكفافِ

فهم الأشاوس أهل سنة (أحمد)

طه (محمد) كامل الأوصافِ

لا يأبهون بغاصبٍ أو سالبٍ

أو ضارب بمعاول الإتلافِ

مهما تطاولت السنون وأمعنت

زمر العدو بسوءة الإسفافِ

هم أهل عطاء والبدل بحكمة

وتجارة بضاعتهم من اجواد الاصناف

وهم الأباة الصامدون وخصمهم

يحيا بجبن المارق الخوَّافِ

وهم التقاة الصابرون علومهم

فاضت كشهد عبقري صافي

لازلت أرجو من لدنهم نهضة

بكياسة بتضاعف الأضعافِ

لتحرر الارض والانسان من عصبة

تحيا ندالة برجفة لعنة لضعافِ

وتقاوم الطغيان في بهتانه

ظن المكانَ حظيرة لخرافِ

أعني الصحراء أرضها وديارها

وانساب بين اللحم والأصوافِ

إني لآمل في تنجداد ثورة

عظمى تقض مضاجع الأحلافِ

وتكون في صفو بألفتها كما

كانت وتنهي نكبة لخلافِ

وتعيد حضارة وقداسةمثلما

كانا بماضي العز والإيلافِ

ويعود زيتون الطهارة صادحا

للتين في عصر له شفَّافِ

يا عرس الصحراء والعروسة تنجداد

كانت لديَّ بألطف استظرافِ

حتما أحبك والشواهد كلها

تحكي قصة شاعر مغرم بعفاف

فعروستنا بتنجداد آن أوانها

لتنال فرحة ومكانة بهيجة بزفافِ

زهير ابراهيم/12/01/2014

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!