خلخلة البناء المجتمعي بظهور سياسيون فاشلون أنانيون.. .والثقافة المتعددة تتصدى!

19 يناير 2014آخر تحديث : الأحد 19 يناير 2014 - 8:33 مساءً
خلخلة البناء المجتمعي بظهور سياسيون فاشلون أنانيون.. .والثقافة المتعددة تتصدى!

 في هذه المرحلة  التي نحاول إن نتخطاها  بأقل الخسائر، هناك مخاطر واضحة تتعرض لها منظومة القيم، إذ نلاحظ وفود و ظهور قيم خطيرة تحاول إن تزرع نفسها بين أوساط مجتمعنا ، وقد اشرنا لهذا الأمر في مقالات سابقة، من هذه القيم ما يشكل خطرا جديا على المنظومة الأخلاقية  محليا التي يؤمن بها المجتمع الأزموري، كون معظمها يتجذّر منذ مئات السنين في المجتمع، حيث تنتقل هذه المنظومة من جيل إلى جيل، مع الحفاظ عليها و إضافة ما يدعمها، و لكن ظهرت مجموعة من القيم تحاول أن تزعزع بناء القيم للمجتمع، منها على سبيل المثال قبول الخطأ على انه حالة طبيعية أو قيمة مقبولة مثل (تمرير الرشوة أو التحرش بالنساء و تزرير و تحريف ) على أنها هدية، و الاختلاس و التجاوز على المال العام، بأنه ( ملكية) لبناء و تكوين الحاضر و المستقبل للإفراد، مثل هذه الظواهر و القيم لم تكن موجودة في مجتمنا بالحدة التي نلمسها و تخدشنا  ؟؟؟؟؟، لماذا تغلغلت الآن في نسيجه؟ و من هو المسؤول عن ذلك؟.

ان الثقافة تدعم القيم الإنسانية، و تساعد على نشرها و ترسيخها، هذا هدف أساسي من أهداف الثقافة، يجري وفق طرائق و أساليب ثقافية متعددة، قد تختلف في المسارات و الإجراءات، لكنها تلتقي بالنتيجة، في دعمها للقيم التي تقلل من العادات والتقاليد والقيم غير الجيدة في المجتمع، ومن المعروف أن المثقف أداة الثقافة، من خلال فكره وإبداعه ونشاطه في ميادين متعددة ابيضا، إذ لابد من دحض الفكرة التي تقول أو تؤكد على إن المثقف إنسان يختلف عن الآخرين، ويعلو بمستواه عليهم، لذلك عليه إن ينعزل في برج عال!! هذه النظرة خاطئة بطبيعة الحال، المثقف الجيد، هو إنسان يتميز بقدرته على التأثير بالآخرين، وهذه السمة أو الميزة، تتطلب أن يكون المثقف مثل غيره، من حيث الانسجام والتناغم وإقامة العلاقات الاجتماعية الناجحة، حتى يكون مؤثرا بفكره على الجميع.

 

المثقف هنا و في هذا لصدد يتحمل جانبا من المسؤولية في هذا المجال، لذا هناك  عجز في الثقافة و المثقفين للقيام بدورهم في تعزيز القيم الأصيلة و نشرها و غرسها لتتغلغل أكثر فأكثر في لأوساط الاجتماعية المختلفة، التي تنعكس على الأوساط السياسية سلبا و غيرها، فعندما يظهر سياسيون فاشلون أنانيون، هذا دليل على أن الحاضنة الاجتماعية فاشلة، و فشل هذه الحاضنة يعود إلى فشل منظومة القيم، و فشل هذه المنظومة يعود إلى فشل الثقافة و المثقفين في القيام بدورهم كما يجب، و هو أمر لا يمكن نفيه أو إنكاره، إذا توخينا الدقة و قررنا وضع النقاط على الحروف بكل صراحة و بدون خجل.

من هنا لابد من بوادر تعزز القيم، تتبناها الثقافة، و يخطط لها المثقفون، و تنفذها المؤسسات و المنظمات المعنية و الجمعيات ذات المصداقية، و فق خطط دقيقة، من حيث الأفكار و الإجراءات، فقضية تعزيز القيم لا يمكن أن تكون في الهامش، و لا يصح الانشغال بالشكليات و ترك الأهم مما يحتاجه المجتمع، كي يحافظ على نسيجه و مزاياه، لذا ليس أمام المثقفين سوى التصدي الفاعل لهذه القضية، ليشترك الجميع في وضع السبل و الآليات التي تسهم في الوصول إلى هذا الهدف.

ربما يتحجج بعضهم، أن الثقافة غير معنية بالأخلاق!، و قد يذهب بعضهم إلى نبذ القضية الرسالية للمثقف و الثقافة، فهناك من أعلن انه غير معني بالقيم و لا بالأخلاق، مدعيا أن مهمته إبداعية بحتة، لكننا نظن غير ذلك، و ندعو أن تتصدى الثقافة لكل القيم الدخيلة التي تحاول خلخلة البناء المجتمعي و مجتمعنا نحن الأزموريين، و تسعى لبث سموم خبيثة على شكل قيم وافدة لا تتسق مع التكوين ألقيمي (الأخلاقي الديني العرفي)، لمجتمعنا، لذا يستوجب الأمر تنبّها و تنبيها على هذا الأمر، و الشروع الثقافي (ثقافة و مثقفين)، لتعزيز و إطلاق البوادر الهادفة إلى حفظ القيم و حمايتها، و نشرها بالوسائل المتاحة، و نبذ ما هو دخيل منها و فيها و عليها.

eau-payante  Verre d'eau 10 dh
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!