بنعبيشة و”الواجب الوطني” !

2014-02-14T22:22:20+00:00
رياضية
14 فبراير 2014آخر تحديث : الجمعة 14 فبراير 2014 - 10:22 مساءً
بنعبيشة و”الواجب الوطني” !

 

خلط حسن بنعبيشة، الأوراق مرة أخرى، وهو يتراجع عن تصريحاته، ويقرر قبول تدريب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم لمباراة واحدة أمام منتخب الغابون في خامس مارس المقبل.
لقد أشهر بنعبيشة لاءاته، وقال إنه لا يمكن له أن يتحول إلى “عجلة” احتياطية، ويقبل تدريب المنتخب الوطني لمباراة واحدة، بل وعاد ليذكر بالانتقادات التي طالته وهو يشرف على تدريب المنتخب المحلي في نهائيات كأس إفريقيا للمحليين التي جرت بجنوب إفريقيا، عندما فرط المحليون في التأهل إلى الدور نصف النهائي بعد أن كانوا متقدمين بثلاثة أهداف لصفر، ليخسروا بأربعة أهداف لثلاثة أمام منتخب نيجيريا.
ومع ذلك، وجد كثيرون العذر لبنعبيشة، خصوصا وأنه تم تعيينه في آخر لحظة، ولم يستفد من مدة زمنية كافية لتحضير المنتخب الوطني وبرمجة مباريات ودية، علما أن لا أحد ضرب بنعبيشة على كفه ليقبل قيادة المنتخب المحلي في مثل تلك الظروف، مثلما أن لا أحد فرض عليه أن يقود المنتخب الأول لمباراة واحدة، بل ودون أن يكون ملزما بأي شيء، في “إهانة” جديدة للمدربين المغاربة، الذين لا نعرف لماذا يصر بعضهم على قبول مثل هذه “الإهانات”، بل ولا يجدون أي حرج في تلقيها و”الاستمتاع” بها وأن تتم “مرمدتهم” على الأرض، أما المبرر المعتاد دائما، فهو “الواجب الوطني” و”روح المسؤولية” وهلم جرا من عبارات فضفاضة، مع أن الخفي قد يكون “صفقة” تقضي بنيل هذا المدرب منصب مساعد للمدرب المقبل، أو تحسين وضعه المالي، إلخ…
في عهد جامعة الفهري، نتذكر كيف أنه بعد إقالة الفرنسي روجي لومير، أصر رئيس الجامعة أنذاك على أن يضرب المدربين المغاربة في مقتل، وهو يعين “تركيبة رباعية” دفعة واحدة، تشكلت من حسن مومن وجمال السلامي وعبد الغني بناصري والحسين عموتة، وقد قبلوا جميعا القيام بهذا الدور، وأن يتحولوا إلى “مسخرة”، مع أنه كان بمقدورهم وباسم الواجب الوطني أن يقولوا اللهم إن هذا منكر، وإن ما تم القيام به “بدعة”.
في النهاية تلقى المنتخب الوطني الضربة تلو الأخرى، والحصيلة يعرفها الجميع، لأنها كانت عنوانا لسوء التدبير ولعدم إسناد الأمور إلى أهلها.
اليوم، أرجع بنعبيشة قبوله قيادة المنتخب الأول في مباراة “الغابون” إلى ما أسماه “الواجب الوطني”، مشيرا إلى أن عبد الله غلام رئيس جامعة تصريف الأعمال وعين علي الفاسي الفهري التي لاتنام، طلب منه تولي المسؤولية.
للأسف الشديد، باسم الواجب الوطني ورط بنعبيشة نفسه، وتحول إلى أداة لهدم المنتخب الوطني، وإلى وسيلة لدى جامعة تصريف الأعمال لمواصلة سياسة العبث، بل ووجه ضربة لنفسه، فهو أول مدرب ربما يتعاقب على تدريب جميع المنتخبات تقريبا في ظرف زمني قصير، وهو بذلك يستحق دخول كتاب غينيس للعبث.
جمال اسطيفي (المساء)

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!