تنامي مسلسل الانهيارات السكنية بأزمور

أزمور
25 سبتمبر 2013آخر تحديث : الأربعاء 25 سبتمبر 2013 - 9:23 مساءً
تنامي مسلسل الانهيارات السكنية بأزمور

 

    تتهدد مدينة أزمور آفة جد مستعصية قد تأتي على رصيدها المعماري والفني المتوارث عبر التاريخ  شكل دوما أحد مميزاتها كحاضرة ضاربة في عمق الماضي يشهد على عراقتها وأصالتها ما تختزنه من مآثر عمرانية كشهادة حية على مختلف ألوان الفن المعماري المغربي الأصيل بما يحمله دلك من معاني ورموز تمثل ذاكرة المدينة هده الآفة التي احتارت واختلفت بشأنها القراءات و التأويلات في غياب بحث تقني عميق يشفي تساؤلات الساكنة ويكفل وضع حد لمسلسل الانهيارات المفاجئة التي تقض مضجع الساكنة والقطع مع التعليقات المتسرعة للمسؤولين بالمدينة بإحالتهم اللائمة دوما على عوامل تاريخية وجيولوجية مرتبطة بتكوين الطبقات الأرضية في حين يؤكد المتضررون بأن مجاري الصرف الصحي وقنوات الماء الصالح للشرب هي المتسبب الرئيسي كما تتبث دلك مجموعة من الأحكام التي صدحت بالمسؤولية المباشرة للعنصر البشري والتعاطي مع الظاهرة بوسائل تقنية متجاوزة وعفا عنها الزمن

    يوما بعد آخر تطالع سكان المدينة القديمة أخبار متواترة عن حدوث انهيارات سكنية وظهور حفر عميقة يظهر من بعضها بعض بقايا مآثر عمرانية  طامرة تحت المدينة مايحيل إلى تعاقب حضارات مختلفة على المدينة ما يثبت قدمها و تعرضها للغزو والتهديم في فترات تاريخية لازالت البحوث لم تصلها وتهتم بها لتحديد هده الفترات بدقة وتدارك هدا النقص الذي يشكل إعاقة حقيقية في ذاكرة المدينة وعدم الاكتفاء بما هو موجود من شدرات في هدا الكتاب أو داك لكتاب أغلبهم من جنسيات بلاد الغزاة أو لبعض المستشرقين الدين تغالبهم الأحكام المسبقة التي تغرق في تحقير الأهالي وإلباسهم لبوس الهمجية وعدم التحضر مع توصيف حكام تلك الحقب بروايات ولا في ألف ليلة وليلة فهدا الاشكال العويص الدي تعيش تحت تهديده الدائم فئات عريضة من ساكنة النسيج العمراني القديم يستلزم في حقيقة الأمر وقفة متأنية لتحديد مكمن الخلل وتشخيص الحالة كبداية للبحث عن البدائل التقنية الملائمة فغياب هده الأمور تترك الباب مفتوحا لكل من هب ودب يشيع وسط الساكنة اجتهاداته الشخصية دون تخصصه في الميدان هدا التطفل طال بالمدينة وشكل مطية تتيح إمكانية الركوب على مآسي المنضررين بالوعود العرقوبية يحضر فيها ماهوسياسوي انتخابي ضيق وما هو سلطوي محض يروم عدم التهويل ومحاولة حجب الشمس بالغربال لتأجيل أمر التدخل والمعالجة لعدم توفرهم على هده الإمكانية  والاكتفاء بالتسويف والمماطلة عوض إحالة الملف برمته على مكتب خبرة متخصص يحدد بشكل واضح و يقيني أين البداية والنهاية لتظل المدينة تشكي حالها دون مجيب حاولنا البحث عن أجوبة شافية من أفواه المسؤولين وكانت صدمتنا كبيرة نظرا لشح المعطيات وأغلب التصريحات التي استقيناها  تركز على عامل معين مع اغفال عوامل أخرى بالنظر لطبيعة التكوين مما أفرز أمامنا معطيات متناقضة كلها تدهب في محاولة اعطاء تفسير للظاهرة ففي مايتشبتون الضحايا بشدة على مسؤولية الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء المكلفة بالتطهير السائل ويحملونها كل ما أصاب منازلهم من انهيارات وشقوق وتصدعات تدهب السلطة المحلية الى أن للأمر علاقة بقدم هده البنايات  وعدم توفرها على أساسات متينة  مع تواجد هده المساكن فوق خنادق قديمة خاصة بالمدينة القديمة بالاضافة الى مشكل الصرف الصحي الدي يمر في بعض الحالات من تحت المنازل وقد قامت السلطات المحلية بعملية احصاء للدور المهددة  وأحالتها على مصالح البلدية ليجد له مكانا آمنا في رفوف مكاتبها الرحبة الى الأبد كما أفادت السلطة المحلية ا أن على كل من يلمس في نفسه ضررا أن يلجأ الى الجهات القضائية لتحديد المسؤوليات والحكم بالتعويض الملائم .

IMG_6537

    يؤكد أحد المسؤولين السابقين عن ورش التطهير السائل و تتبع أشغال التطهير الصلب والسائل بالبلدية أن ظاهرة الانهيارات قديمة بالمدينة وليست وليدة اليوم مع ملاحظته تناميها في السنوات الأخيرة مرجعا أسبابها الى تقادم هده الدور وخاصة تلك المبنية بواسطة تقنية التابية مع اشارته الى  إنهيارات أخرى حديثة البناء بفعل انشائها بطرق عشوائية ودون معايير تقنية فيما البعض الآخرأضاف طوابق فوق سطوح بنايات متداعية أصلا دون أن ينفي تورط  ومسؤولية قنوات الماء الصالح للشرب والصرف الحي في بعض الحالات حيث أشار بصفة خاصة الى تآكل الشبكة وقدمها مما أعطى تسربات مائية ضربت الأساسات أدت الى ظهور شروخ وحفر عميقة كما أفاد بكون المواطن يزيد الطين بلة  بتصرفاته الغير المسؤولة في تأزيم الوضع برميه لبعض النفايات الصلبة في مجاري الواد الحار ما يؤدي الى اختناقها وانفجارها تحت الأرض لا تظهر للعيان الا بعد فوات الأوان مع بروز أولى تباشير التصدعات والانزلاقات الارضية محدرا من أن المدينة تنام فوق بركان محددا بعض الأحياء والنقط السوداء بالمدينة التي قد تشهد ما لاتحمد عقباه مثل درب درقاوة ودرب العرصة ودرب اكفيتة ودرب عبد الجليل ودرب الشواي ودرب للارقية الجيلالية وغيرها التي تعرف عوائق حقيقية بفعل تواجد بنية تحتية ترقيعية داعيا الى ايجاد حلول تقنية شافية ونهائية لهدا المشكل بما فيها اقتناء آلة للضخ يمكنها ولوج دروب وأزقة المدينة القديمة الضيقة .

  بين هده الجهة وتلك وبين تحدير هدا وداك ومحاولة كل جهة تحميل المسؤولية لجهة أخرى ونفض يدها من الموضوع تظل المدينة لحالها ويبقى المواطن في حيرة من أمره وعدم استساغته  لشعارات متفائلة صدحت بها أفواه البعض برحاب البلدية مبشرة بغد مشرق وتوليد مدينة سياحية بامتيازمع ماصار يحيط الشعار الكبير الدي يؤتث وسط المدينة ومخارجها يتغنى بالألوان والماء والخضرة من تساؤلات جدية حول الرغبة في تأهيل المدينة واعادة رد الاعتبار لها الدي لم تر منه المدينة الا يافطة أمام باب المخزن يجتهد الزوار في التقاط صور لها اعترافا بالاحترافية التي تفننت في اخراجها دون أن تخرج المدينة من وضعها.

                                                                                               

 

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!