الملتقى الدولي الرابع لفن الملحون بازمور والجديدة ملحونيات

2014-07-12T01:26:44+00:00
أزمورجهويةمهرجانات
11 يوليو 2014آخر تحديث : السبت 12 يوليو 2014 - 1:26 صباحًا
الملتقى الدولي الرابع لفن الملحون بازمور والجديدة  ملحونيات

10522448_726468580742630_3323446120906509784_n

1623597_726470987409056_6552218999830304975_n10494802_726470874075734_7737579510343057916_n

1910009_726467960742692_736643947124825716_n10517967_726467720742716_5057157076251859405_n

ازمور : ع اللطيف البيدوري

 لم يمر التاريخ بأرض كما مر من ازمور , فكل الاثار والحفريات والمواقع والأسوار تؤكد ان التاريخ صادق هذه المدينة  منذ عصور قديمة, لكنها اليوم تعيش الخيانة والإهمال ويصعب عليك ان تزور احياءها بفعل الثقل الاجتماعي وغياب استراتيجية حقيقة للتنمية نتيجة عبث المسؤولين , وظهر ذلك جليا ايام مهرجان ملحونيات عندما دب النشاط في ازمور وأثيرت نقاشات حول مآل هذه المدينة العتيقة التي تغنى بها شعراء الملحون وعلى رأسهم الحاج بن العربي بن رقية الازموري , وتأتي الدورة الرابعة للملتقى الدولي لفن الملحون ” ملحونيات أيام 03 – 04 – 05 – يوليوز 2014 تحت شعار: ” فن الملحون في رحاب الحبيب عليه أزكى الصلوات وأطهر التسليم ”  .

وعرفت هذه الدورة مشاركة حوالي 120 فنانا من لبنان , تونس , الجزائر والمغرب ويبقى مهرجان ملحونيات متفردا في نهجه الخاص والمتميز بين المهرجانات الاخرى بجمال اخراجه وسط معمار قل نظيره في وطننا ونزعته الروحية والتنويرية والوجدانية من خلال العروض الفنية لهذه السنة والتي توزعت بين فن الملحون , الموسيقى , والانشاذ الروحي , الفن الشعبي الجزائري والفتلة المولوية في اناشيد وتواشيح ومدائح نبوية وذلك انسجاما مع تيمة الدورة التي تلامس الاحتفاء والاحتفال بالرسول الكريم (ص) وفن الملحون بكل تمظهراته وتكويناته الموسيقية وتعبيراته الصوتية .

وافتتح المهرجان بليلة كونية الرسالة المحمدية من طرف فرقة طرابلس للإنشاد الثراتي والفتلة المولوية من لبنان الى جانب جوق عبد الكريم الرايس لطرب الالة برئاسة محمد بريول من فاس في صنائع نوبه رمل الماية ومشاركة الفنان المتألق عبد الرحيم الصويري , وليلة خلوق المصطفى احيتها مجموعة محمد العفريت من تونس والجوق الوطني لفن الملحون صحبة كل من المنشد محمد العلمي من فاس الذي اتحف الجمهور بقصيدة مهرجان ازمور ولازمتها :

                ” يالعاشق فن الملحون صيغ قولي يا فاهم        اليوم مهرجان الابداع منور بلاد ازمور ”  .

كما تركت مشاركة الفنان عبد المجيد رحيمي اثرا قويا في نفوس الجماهير التي اشادت بالطفل نزار رحيمي والطفلة شيماء الرداف وكذلك مشاركة الفنان اسماعيل الادريسي من مراكش ومحمد بوخليفي من ازمور ومصطفى اليوسفي من ارفود .  آخر ليالي هذا الملتقى الدولي اكتشف فيه الجمهور التقاطع بين رواد هذا النمط الفني بالمغرب والجزائر من خلال رائدة فن الملحون والفن الشعبي الجزائري الفنانة مريم بن علال والفنانة المغربية سناء مرحاتي ابنة ازمور والفنانة نعيمة الطاهيري من مكناس كما تفاعل الجمهور مع الفنانة كريمة الصقلي واغانيها دات الدلالة الرائعة والمتأملة في الوجود بكلمات صوفية قوية ومعبرة مرفوقة برباعي موسيقى متميز نجح في المزج بين الطرب الاصيل والسماع الصوفي والابداع الاندلسي ومشاركة فرقة الزاوية الحمدوشية من فاس .

 ومن اهم فعاليات الدورة الرابعة ندوة  ”  فن الملحون والمديح النبوي بدايات التأسيس والتلقى”  والتى ادارها الاستاذ والباحث أحمد الوارث من جامعة شعيب الدكالي وشارك فيها كل من الاستاذ عبد المجيد مجيب والأستاذ عبد الرحمان الملحوني وهي الندوة التي عكست التصور العام للدورة من خلال التركيز على محبة النبي الكريم (ص) وعلاقته ببدايات فن الملحون وابراز مظاهر تعلق ومحبة المغاربة بخاتم الرسل (ص) وانعكاس ذلك في ابداعاتهم خاصة مع الملحون وتوقيع الكتاب الجديد للأستاذ عبد الرحمان الملحوني في فضاء القبطانية …

كما منح المنظمون عدة جوائز مادية ومعنوية وابرزها اللوحة التشكيلية التى اهداها عبد الكريم الازهر لمهرجان ملحونيات ومن خلاله للفنانة كريمة  الصقلي وتصادف ملحونيات شهر رمضان بما يحمله هذا الشهر الابرك بدلالات الرحمة والمغفرة والتسامح والزهد .

وطيلة اربع سنوات استطاع هذا المهرجان ” ملحونيات ” المضي قدما في تقديم هذا الثرات والتعريف به بتنظيم من الجمعية الاقليمية للشؤون الثقافية وبتوجيهات وتدخلات معاذ الجامعي عامل اقليم الجديدة ودعمه ورؤيته بان الثقافة والفن غايتهما اولا واخيرا بناء الانسان المغربي وخدمة القضايا الاجتماعية والثقافية . كما تزامن هذا الملتقى الدولي لفن الملحون مع الجداريات التي ابدع فيها فنانون عالميون وبقيت لمدة سنة ونصف دون ان يعبث بها احد بل ان سكان المدينة القديمة يحافظون عليها مما يجعلك امام معرض تشكيلي بامتياز في الهواء الطلق لا زمان له  .

وقد لعبت الفنانة ماجدة اليحياوي والأستاذ نبيل الجاي دورا مهما وأساسيا في التنشيط والتعريف بهذا الفن الاصيل سواء في فضاء ابرهام مونيس بازمور و بحديقة محمد الخامس بالجديدة .

وهكذا تستمر ملحونيات في تقديم الابداع الاصيل والفكر الواعي في ازمور ” الصديقية ” كما سماها المفكر ع الله العروي في فكرها وصمودها وحراكها الثقافي . فهل من حراك ثقافي مستمر وقوي مدعوم من كل القطاعات العامة والخاصة ينقذ ثقافتنا من وضعها المأزوم ومدينة ازمور من العبث اللامتناهي ؟ .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!