الكبش العجيب!!!!

2014-10-05T09:14:18+01:00
منوعات
4 أكتوبر 2014آخر تحديث : الأحد 5 أكتوبر 2014 - 9:14 صباحًا
الكبش العجيب!!!!

المتابعة: عبدالواحد سعادي

مدهش جدا هذا التراحم الذي تسبغه سيدات هذا العالم على الكلاب والقطط ،مما لا يترك فرصة للتراحم مع الأولاد الذين يتربون في حضن الخادمات أو التراحم مع أي كائن آخر نفعي ،كالكبش الذي نستعد لنحره والاحتفاء بمتاسبته العظيمة يوم الأحد 5 أكتوبر 2014 .

فالخروف حيوتن عالمي لا تكاد تخلو منه بقعة،يتميز بقرونه الملفوفة المشرعة فوق هامته وأنه مستعد دائما لمواجهة أي تمرد ،يسير وسط القطيع من الشياه والمعز في اعتزاز وكبرياء ، وكثيرا ما ينتهي به الأمر فوق نار جماعة تقتضي وقتا سعيدا أو تهوى رائحة وذوق الشواء ، وقبل أن يكتشف أهل المدن  تقديم شيء للعروسين ليلة الفرح ،كان الخروف هو المختار الدائم لهذا الموضوع خلال التاريخ كله.

وليس مصادفة أن الطريق المؤدي لمعبد الكرنك حيث شوامخ الفراعنة تربض على جانبه أكباش بادية السطوة والرصانة والعزة ،إذ أن الكبش يتمتع بمنظر فريد من الجوانب أو الواجهة ،كما أن لديه قدرة خاصة على استكشاف أي حركة تمس سطوته من حيوان آخر أليف هو في العادة وتجربة محدودة ، وشمهروش من الجن يوصي دائما أو يأمر دوما مريديه في حلقات الزار الصاخب بذبح خروف أسود تحت قدميه ،والكبش الذي يرى في سواد ويسمع ويأكل ويمشي في سواد أي الصردي يتميز بشراسة وضخامة وجمال وذو دسم أكثر من خراف الدمان والرحماني والأوسيمي أو العبيدي  المصرية أو حتى المارينو الفرنسية والاسبانية ،وكثيرا ما تجد جلد الخروف مفروشا على الأرائك الشرقية وفي مداخل حجرات الضيوف إعلانا عن تمتع صاحب البيت بسر الكبش الباتع ،ويوازي ذلك الضرعي والغطاء الصوفي الناعم وما تجده في مداخل دشور البارونات من جلود السباع إعلانا عن شجاعتهم في رحلات الصيد،ويعد لحم الخروف أشهى وأدسم لحم حلال على الاطلاق ،ومن المفرح أن التهامه في عيد الأضحى جاء مناسبا لرغباتنا القديمة منذ أن افتدى به سيدنا ابراهيم ابنه اسماعيل وقد حاولت بقاع أخرى أن يكون لها حيوانها الأثير كالخنزير أو البقر ،لكن الخروف ظل الأشهى والأنسب والأحلى دائما.

ولعل افتقاد الكبش للفروسية والوعي مع ما يتمتع  من منظر ذي سطوة وتحد وشراسة هو الذي جعل الناس يلقبون خصمهم بأنه خروف،وخصمهم يسمع لكنه لا يدرك المقصود كعادته.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!