وتتحول ساحة المجتمع إلى سوق لغوية تشهد تزاحم الأصوات وتناطح اللهجات وتتحول اللغة إلى وسيلة مغالطة وفن من فنون التزييف

2013-10-21T16:59:18+01:00
أزمورثقافة و فنون
20 أكتوبر 2013آخر تحديث : الإثنين 21 أكتوبر 2013 - 4:59 مساءً
وتتحول ساحة المجتمع إلى سوق لغوية تشهد تزاحم الأصوات وتناطح اللهجات وتتحول اللغة إلى وسيلة مغالطة وفن من فنون التزييف



يضع الناس المعرفة في غير موضعها عندما يخطئون الوسائل اللغوية الشرعية التي تسهل عملية تحصيلها وتوصيلها وعندما يرغبون في التعلم لا بدافع ترجمة ميدانية لموهبتهم العقلانية ولا للتعبير عن فضول طبيعي وبالبحث عن التنوع والتفرد وإنما لقضاء للحاجة وطلب للشهرة والمجد ولتحقيق للربح الآني والمصلحة المادية وهذا أكبر الأخطاء ومنبع الشرور وخاصة حينما ينعكس ذلك سلبا على العلاقة بين الفكر واللغة وبين الكلام والمعنى ويصبح الذهن منقادا لسلطة الخطاب وتتحول ساحة المجتمع إلى سوق لغوية تشهد تزاحم الأصوات وتناطح اللهجات وتتحول اللغة إلى وسيلة مغالطة وفن من فنون التزييف ويتم إقحام الكلام البشري في استراتيجيات الخداع والتضليل التي تعتمدها السلطة. 
هكذا يبدو أن الدافع إلى الخصومة والنزاع هو الذي يحرك المجهود الاستدلالي الذي يقوم به العقل البشري وذلك لأن الناس يتصارعون فيما بينهم على الكلام وبالكلام من أجل الهيمنة وحين يحاول البعض التعريف بمشاكلهم وعرض قضاياهم عن طريق البيانات المطولة والأقوال المستفيضة يخونهم اللسان وتعجز اللغة عن التعبير ويصابون بالعي ، وفي المجمل يحرص وعاظ الأخلاق وخطباء السياسة على ترصيع كلامهم بالجمل الرنانة والألفاظ الجذابة وذلك قصد التأثير في الناس والحصيلة هي دس الغث بالسمين والجيد بالرديء عن طريق شحن النفوس بالمتخيلات والأوهام بغية شحذ العزائم ودفع الهمم نحو العمل. 
لكن حينما يشرع الناس في التصديق الفوري والتطبيق الآلي تظهر لهم عورات الخطب ويكتشفون قبح الكلمات وفشل المحاولات وتذهب أحلامهم سدى ويتبين لهم كذب الألسن وعرج الأسلوب ويسقطون في جب المغالطات والأقوال المغشوشة، ولذلك تراهم يسارعون إلى البحث عن طرق تحميهم من معسول الكلام ومن الأفكار الظنية المدسوسة بالاستدلالات السفسطائية ولا يجدون سوى الاعتصام بالعقل والاحتماء بفن المنطق كأحسن السبل العلمية للوقاية من وقوع الذهن في الزلل وللحماية من مصيدة المغالطات.فماذا نقصد بالمنطق؟ 

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!