الطرقات الغربية : من أهم مقومات الحياة الآمنة … سرعة التجاوب و المبادرة لإيقاف نزيف الحوادث المؤلمهة

29 نوفمبر 2014آخر تحديث : السبت 29 نوفمبر 2014 - 11:30 مساءً
الطرقات الغربية : من أهم مقومات الحياة الآمنة … سرعة التجاوب و المبادرة لإيقاف نزيف الحوادث المؤلمهة

accident amroc taxi grand

az
sidi bennour
tournant

عبد العظيم حمزاوي:
أود طر ح هذا الموضوع الهادف الذي أود أن أصبت من خلاله كبح الحقيقه و أتمنى من جميع الجهات المعنية المختصة و السؤولة سرعة التجاوب و المبادرة لإيقاف نزيف الحوادث المؤلمة التي أصبحت شبه يومية تعصف بالعديد من الأرواح و من النادر أن تمر لحظة دون ان تتناقل هواتفنا أخبار حوادث داخل و خارج المدارات الحضرية لمدننا و ماينتج عنها من خسائر في الانفس و الممتلكات من ياترى يملك القدرة لإيقاف هذا النزيف من خلال القيام بإصلاح و معالجة الطرق و المنعطفات و التقاطعات الطرقية.
تعتبر الطرق اليوم من أهم مقومات الحياة الآمنة و من ركائز التنمية الشاملة كما هو الشأن بالنسبة للتعليم و الكهرباء و الماء و الصحة و غيرها من الخدمات التي تؤسس للمدنية و التحضر و عندما تفقد هذه الطرق المواصفات التي يجب أن تكون عليها فإن ذلك يعني أن مخاطرها على الإنسان ستكون أكثر و بالتالي فنحن كمواطنين مستهدفين من خدمة هذه الطرق نحتاج من مهندسي تصميمها سواء الداخلية في المناطق و المدن و الأقليم و حتى بالعالم القروي أو تلك التي تربط بين المدن و بين جهات المملكة و بين المناطق الجبلية أن يضعوا في الحسبان ما قد يترتب على التواءات الطرق بطرق ملتوية و كثيرة المنعطفات من مخاطر قد تؤدي بحياة عابريها فرادى و مجموعات و تسبب كوارث اقتصادية تؤثر على المجتمع بشكل واضح .

و اعتقد أن كثير من مستعملي الطريق يشتكي على أن بعض طرقنا القديمة التي أنشأها المستعمر و حتى المعدلة و الحديثة لم تخضع لدراسات مستفيضة من قبل مصمميها بالدرجة الأولى و لدينا شواهد كثيرة من تلك المنعطفات الخطيرة التي لم يسلم منها مرتادوها و كنا نسمع في وقت القريب أن الشركات المنفذة لمشروع طرقي ما تؤثرعلى مصممي الطرق من خلف الكواليس بزيادة أطوالها عن طريق كثرة المنعطفات بدلا من استقامتها و عدم الإختصار في مسار الطريق مما يزيد في أطوالها بالتالي يرتفع دخلها مادياً من خلال قيمة عقود تنفيذ مشروع الطرق و هذه المقولة الشائعة سواءً كانت صحيحة أو استنتاجية خرجت من وضع بعض الطرق بجمع التراب الوطني لكثرة الإلتواءات فيها كما تعبر عن سوء بعض المنعطفات التي تشكل بعضها شبه دائرة مما يصعب على سائقي السيارة أو حافلة نقل المسافرين أو حافلة نقل البضائع تفادي الخطورة و كبح السيارة خاصة في الطرق ذات المسارات المتعددة إذ يعتبرها قائدو السيارات من الطرق السريعة بالخطيرة لكثرة مستعمليها.

و من هنا نحث و نسوق للإدارة التجهيز و النقل ،للنقل على الصعيد الإقليمي و الجهوي و المركزي بعض من هذه المنعطفات التي لم يسلم من خطورتها حتى البهائم فضلاً عن الإنسان الذين كانوا طعام وحشيتها المباغتة و انحنائتها المفاجئة و يمكن للمهندسين الذين نثق في قدراتهم و حفاظهم على مرتاديها تغيير تلك المسارات بمسارات أكثر أماناً و أقل خطراً فالإنسان عندما نفقده بسبب حادث سير كان سببه سوء تصميم في الطريق يعني خسارة كبيرة على الوطن و المجتمع و أن كل من ساهم في التخطيط و التنفيذ لهذه الطرق شريكاً في تحمل تلك المسؤلية بقصد أو بغير قصد مادام أنه استعجل في التصميم أو اتبع مصالح خاصة على حساب المصلحة العامة و أنه يمكن تبديل المسار بمسار آمن من الحوادث المرورية التي أصبحنا بحجمها نتربع على عرش عالميتها .

و في الختام و ليس أخيرا فعلى المسؤولين في الحكومة البحث و السعي إلى تحقيق أقصى درجات الراحة للمواطنين كل من موقعه و أن على مديرية الطرق الوطنية التركيز على هذه المنعطفات الخطيرة و الطرق التي تحتاج إلى أولوية قصوى و على أن ستكون موضع إهتمامها لتشق طريقها إلى مراحل التنفيذ لما في ذلك من مصلحة عامة و حفاظاً على سلامة و أرواح مرتادي هذه الطرق التي أصبحت حديث الرأي الوطني و الخارجي بكثرة ما يقع عليها و فيها من حوادث سير أخلت بتركيبة الأسرة في معظم المناطق المغربية فقداً و إعاقة وخسارة إقتصادية .

فمنذ ثلاتة عقود  ٬بقية جل الطريق الوطنية و الثانوية بالمناطق الداخلية للمغرب على حاله دون إصلاح جدري يذكر ،و دون توسيعه هل يكفي التذكير أن جل الطريق الوطنية أصبحت مسرحا لعرقلة السير و للعديد من حوادث السير حيث حصدت أرواح و أدخلت العديد من المصابين في تعداد العاهات المستديمة. كما أن اقتصاد الأسواق المغربية بالمناطق الجنوبية و الشرقية و الشمالية يعتمد و بنسبة كبيرة على ما تأتي به هذه الطريق .
أسيبقى بلادنا منقسم إلى شطرين مغرب نافع هناك و مغرب غير نافع هنا بل مغرب ضار و مضر ؟ و متى ستبقى المناطق الشمالية المغربية وحدها موقعا لللأوراش الكبرى ؟ و إذا ما نحن نسترجع تاريخ هذا الطريق كمثال لا الحصر الطريق الوطنية رقم 1 نجدها وحدها  وحدت إقتصاديا بين شمال المغرب وجنوبه مرورا بمدينة آزمور في خضم فترة الإستعمار و فترة الإستقلال و ما بعد إستقلال المغرب حتى زمن قريب . و ها نحن اليوم في أمس الحاجة لإختزال المسافات بين مناطق المغرب الداخلية و المناطق الوسطى و المناطق الشمالية و المناطق الصحراوية لخلق تنمية شاملة  و مستديمة.

--00000

و منذ أكثر من ثلاثة عقود ٬بقي جل الطريق المغربية على حالها بل تصدعت دون إصلاح جدري يذكر و دون توسيعها أو خلق ممر ثاني بالجبل الغربي المقابل له للثنيته أو التفكير في خلق طريقا اخر من بويزكارن إلى الاخصاص مرورا ب منطقة” ايماون”. فيكفي التذكير ان “اكني امغارن ” أصبح مسرحا لعرقلة السير و للعديد من حوادث السير كانت آخرها بداية السنة الحالية حيث حصدت أرواح 4 أشخاص . كما أن اقتصاد بويزكارن والمناطق الشرقية يعتمد وبنسبة كبيرة على ما تأتي به هذه الطريق .
فإلى متى سيبقى مغرب نافع هناك و مغرب غير نافع هنا ؟ و الى متى سيكون الشمال وحده موقعا للاوراش الكبرى؟ فلا داعي للتذكير- ونحن نسترجع تاريخ هذا الطريق- ان الطريق وحدها هي من وحدت بين شمال وجنوب أمريكا في خضم الحرب الأهلية . ونحن اليوم في امس الحاجة لاختزال المسافات بين مناطق المغرب لخلق تنمية شاملة .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!