الزوايا بالمغرب ؛الزاوية الهبرية الدرقاوية ومنهاجها التصوفي.

2014-12-04T13:12:38+00:00
منوعاتوطنية
4 ديسمبر 2014آخر تحديث : الخميس 4 ديسمبر 2014 - 1:12 مساءً
الزوايا بالمغرب ؛الزاوية الهبرية الدرقاوية ومنهاجها التصوفي.

أزمورأنفو 24: عبدالواحد سعادي.

هل مانحتاجه اليوم في أزمتنا الراهنة ثورة روحية تعيد لنا توازننا الذي فقدناه من جراء التطور الغير المتوازي الذي فصل روح الإنسان من عقله وجسده ؟ فأصاب عقيدتها بالانفصام والازدواج ،وهل الطرقية والصوفية هي السبيل الوحيد لاستعادة تكامل حياة الإنسان المسلم لروحه،وتعميق الوعي الديني والتعبدي في وجدانه وعقله وحياته ؟ وهل بروز “الزاوية” هو إشارة إلى أن ما يجري في الساحة الدينية هو للحد من الانتكاسة في عبادة الناس ودرء الانفصام في حياة البشر وتطورهم المادي والروحي والذي جاء دين الله الواحد الذي أنزله على رسوله الكريم لتجاوز هذا التباين والخلط، والوقوف في وجه الهجمة الغربية الرعناء، ونحن الذين كرمنا الله وجعلنا خير أمة أهرجت للناس ؟!
المفروض في الناقدين للزوايا ومناهجها في الدعوة والتربية أن يكونوا ملمين ،سواء كانوا رجال دين أو سياسة أو إعلاميين بالحقائق العلمية والتاريخية والاجتماعية لهذه الزوايا سواء كانت “تبركية” أو ذات دعوى ومنهج إصلاحي ديني ،خصوصا وأن العالم الاسلامي تكثر فيه الزوايا وأتباعها يعدون بالملايين .
ونحن بصفتنا مسلمين بغض النظر عن صلحائنا وطلحائنا، مطالبون بأن نشتم الحقيقة حتى لا نقول في أصحاب هذه الطرق التعبدية والنسكية مايقوله بعض التطفلين مثل مافي مسرحية “بن دودة” التي قدمتها القناة الأولى ،حيث قال الممثل الذي تقمص شخص الباشا “حمو” حسب الرواية “إني لا أريد أن أموت ،بل أريد السلطة والحياة التي تساعدني فيها هي “الزوايا “
الزاوية الدرقاوية الهبرية : عرفت انتشارا واسعا، وانتشرت في القطر الجزائري ،وكان سيدي الحاج محمد بتاغيت ذا إشعاع صوفي لما عرف عنه من ورع وفراسة، وكان صاحب خلوة والتي هي فرض عين بالنسبة لكل مريد لذكر اسم “الجلالة” وخلفه سيدي أحمد الهبري “بضريوات”في المنعرج الموجود بين السعيدية وبركان، ذاع صيته في الجزائر، ويرجع سبب اتساع الطريقة الهبرية بين الجزائريين إلى عدم وجود شيخ حي بعد وفاة سيدي أحمد بن عليوة النستغامي ،وكان سيدي أحمد يخرج على مريديه بعد صلاة كل مغرب وهو يقبض على عكاز كبير، وكان الفقراء يأكلون “الدشيشة”مسقية بالناء فقط، وكانت كثرة”الأحوال” تظهر على المريدين ،وكانت الزاوية عبارة عن خلايا لذكر الله ،ويروى عنها ،أنه كانت توضع “قصع” الدشيشة بلا ملح لفقراء الجن ،وكان على المريدين أنيعملوا على تطويع الأراضي لتصبح صالحة للزراعة مماا يدل على أن الزاوية لن تكن مكان للخلوة والدروشة بل ميدان عنل للكد والعمل اليومي النافع لإيجاد موارد تنفع المريدين والفقراء وعابري السبيل.
لكن بعد وفاة الشيخ سيدي أحمد نصب المقدمون -بدون إذن- سيدي عبدالله الذي كان مستقرا بأحفير فظنرت علامات الانشقاق في عمادة الطريقة الهبرية خاصة بعد وفاة “سيدي علي” الذي قتل بمدينة وهران الجزائرية ،فنصب لوبي الطريقة الهبرية من أراد في حين بقيت للإصافية تطعم الفقراء بالزاوي. بمكان يسمى ‘الحرشة’ وهو غير بعيد من الزا ية البوتشيشية.
مولاي العربي الدرقاوي الحيني مؤسس الطريقة الدرقاوية : ازداد سنة 1150هجرية 1737م بالجزائر وترعرع وسط عائلة شريفة من الأشراف الهاهرين ،وقد عرف به المولى اسماعيل سلطان المغرب في حق نسبه بقوله “هو مولاي العربي الدرقاوي من أولاد عبدالنبي وسيدي لسماعيل وسيدي محمد بن عبدالله وسيدي سليمان الملقب ب”ابن الدرقة” وهو من ذرية أحمد بن ادريس الأزهراني بن ادريس الأكبر وهو من سوس الأقصى وساحل دكالة وصاحب الضريح المشهور الموجود تحت القبة بالقرب من أم الربيع”(كتاب اللمحة البدرية في التعريف بالطريقة الهبرية) ومن شيوخها المدفونين حاليا بالضريوات سيدي احمد وسيدي محمد ،أما سيدي عبدالله الهبري الذي قاد الزاوية الدرقاوية بوجدة كان من الشيوخ التبكيين وكان يتعاطى ل(كتابة الحروز والطلاسم) وتوفي في 16 أكتوبر 2000 وترك أحد أبنائه ليقوم مقامه في الزاوية حتى تستمر على نهجها “التبركي” أما الشيخ سيدي اعمر بالضريوات كان رجلا صالحا وكان له أتباع كثيرون نظرا لمنهاجه الصوفي النقي وتوفي بتاريخ 25 أكتوبر 2000 وخلف ابنه سيدي محمد أستاذ ببركان.
الشيخ المجدد سيدي محمد المختار بن علي : يسعى الشيخ المختار إلى تجديد الطريقة الهبرية الدرقاوية، حيث أن زوايا أبناء أعمامه فارغة ومنكمشة في نشاطها ،مما حذا به إلى إنعاش هذه الزاوية في الداخل والخارج، فهو المشرف الوحيد المتجدر في الوقت الحالي ،كما يتابر على على عقد لقاءات أسبوعية وبحضور بارز لمريدي الطريق حيث يفتتح الاجتماع بالقرآن الكريم ودرس ودرس يلقيه الشيخ حول تفسير القرآن وأسباب النزول خاصة كتاب(البحر المديد في تفسير القرآن المجيد) لمؤلفه سيدي أحمد بن عجيبة، والذكر عندهم جماعي وهي “التقوية” تضم الإسم المفرد ولا إلاه إلا الله ،وقراءة الأمداح والقصائد .والمتفحص في وجوه الحضور يستشف أنهم من فقراء الأمة ،إلا أن طلاوة نورالله أخفت تجاعيد وجوههم وشقاوة العمل اليومي مع حضور قوي للشباب.

الحضرة والعمارة عند الطريقة الهبرية : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن العباس ؛(جاءني جبريل ،قال من أصحابك يرفعون أصواتهم بالتكبير) وهي تستدل بهذا الحديث لإعطاء صبغة شرعية ‘للحضرة’ كما يستدلون في هذا بقصة جعفر بن أبي طالب الذي ‘تواجد’ واهتز عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم بعد رطوعه من الحبشة وحينها قال الرسول(ص)”لا أدري هل أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر” فضمه إليه وقال له :”إنك تشبه خلقي وخلقي” و’فتواجد’ جعفر واهتز بين يدي الرسول ولم ينكر عليه ذلك!! أمة عن قضية “الدف” فقد صرح الشيخ أن النبي(ص) عندما استقبل من طرف الأنصار في المدينة المنورة ،استعملوا “الدف” والأناشيد ،وهم بذلك يبررون استعمال الطبل في الزاوية وأنه ليس بدعة حسب مفهوم الشيخ ، والعمارة هي ‘وجد’ عندما تصفا روح المريد وتتعلق بخالقها كما قال سيدي بومدين ‘ الغوت’ دفين تلمسان : “إذا اهتزت الأرواح شوقا إلى المغنى ترقصت الأشباح ياجاهل المعنى” أما إنكار الاحتفال بعيد المولد النبوي من طرف “الوهابية” فقد احتفل المصطفى (ص) بمولد موسى عليه السلام قال: “نحن أولى بموسى من اليهود” ويقول الشيخ سيدي محمد المختار : “إن المريد إذا نظر إلى الشيخ بنظرة التعظيم أوصله الله منازل الأخيار فأصبح يتلذذ بقراءة القرآن ويصعق عند ذكر إسم اللهباكيا خاشعا “.
الننهاج الصوفي والأوراد عند الطريقة الهبرية : عندما يبايع المريد شيخه على الكتاب والسنة، وعدم شهادة الزور والابتعاد عن المحرمات وعدم أكل أموال الناس بالباطل، يؤذن له في تلاوة الأوراد وأسماء الله الحسنى منها :القهرية والجلالية والجمالية وهي بالتخلي والتحلي والتجلي حسب نوعية المريد، هناك “الترابي والمائي والهوائي” حسب الطاقة لكل مريد، مع قراءة الاستغفار والصلاة على النبي ،ويقول الشيخ أبو زيد البسطامي ؛”من نظر إلى وجهنا هذا لا تأكله النار” فرد عليه أحد المنكرين أن أبا لهب نظر إلى سيدنا محمد (ص)وأكلته النار، فرد عليه أبو يزيد البسطامي ؛”إن أبا لهب لم ينظر إلى سيدنا محمد(ص)لكونه سيد الخلق وإمام الرسل وإنما هي نظرة إلى ساحر ومدعي، أما موقفه من المذهب الوهابي الذي ينكر المتصوفة ويعيب عليهم زيارة القبور والأضرحة والتوسل بالأولياء بنذا راجع إلى مباركة حكام السعودية الذين لا يتوفرون على سند آل البيت !
أما من ناحية ثلاثة شيوخ في الزاوية الهبرية فهذا لا يدل على اختلاف عائلي إنما مرده إلى القصف العدواني للاستعمار الفرنسي للزاوية لإيوائها مجاهدي حرب التحرير الجزائرية الشيء الذي يؤكد على التحام الشعبين المغربي والجزائري ضد حرب فرنسا ،وما قدمه المغاربة من عون للمقاومة الجزائرية الشيء الذي تنكر له هواري بومدين وأسلاله، والذي جعل العائلة الهبرية تتفرق ويؤسس شيوخها زوايا متعددة في المغرب والجزائر.
وعن كون الزاوية الهبرية كانت عونا للاستعمار الفرنسي، إن هذا من محض الافتراء والأكاذيب، حيث قام “قدور الورطاسي” بجمع “سبحات”الشيوخ والمريدين وإحراقها ظلظا وعدوانا عند ما كان في السلطة وفي آخر زمانه اعترف أن ما اقترفه في حق الزوايا وأتباعها هو من وحي الحزب العتيد ، كما أنه في كتاباته ومؤلفاته تعمد في سرده للقبائل العربي. ذات النسب الشريف إلى عدم ذكر قبائل حدودية عربية ذات أصل إدريسي معروفة في جبل المحصر ورأس عصفور.
فخلال الفترة الاستعمارية نفي سيدي محمد الهبري إلى”آفل ” بالجنوب الجزائري وبعد ذلك نقلوه إلى عنابة بالشرق الجزائري لموقفه ورفضه مسايرة فرنسا لإخضاع الأهالي من الحدود الجزائرية المغربية إلى تازة رغم ما عرض عليه من امتيازات ومنصب عالي في الدولة (كتاب ؛اللمحة البدرية في التعريف بالطريقة الهبرية).

الشيخ محمد الممتار يطالب بإحداث رابطة للزوايا بالمغرب !!.نظرا للمنمكرين تلى الصوفبة والزوايا من جهة الوهابية وبعض خطباء الجمعة ،في انتقادنم للصوفي. ومناهجها التعبدية في هذا الإطار توجه الشيخ للدعوة إلى إنشاء كتلة ربانية تتمتل في إحداث رابطة للزوايا تعنى بشؤون الشيوخ وتنظيم طرقية وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة والتصدي لأعداء التصوف والعمل على جمع الكلظة وتوحيد الصف لفضح الدخلاء على هذا المنهاج الذين ابتعدوا أشياء غريبة وحولوا الزوايا إلى “أوكار للاختلاط” وللشعوذة والسحر لأكل أموال الناس بالباطل هذا من جهة ،ومن جهة أخرى هناك زوايا قائمة بالله حمل أهلها الأمانة وصانوها حق صيانتها إلا أن هذه الزوايا -كمارأينا-تعاني من نقص الموارد لإطعام الفقراء والمحتاجين والتنقل خاصة وأنها أماكن للذاكرين، وهذه دعوة إلى السلطة الوصية لتنظيم هذا القطاع الروحي الهام والخطي ودعمه ماديا حتى يتمكن هؤلاء الشيوخ من تبليغ الأمانة، وإصلاح النفوس وإدماج الشباب في معترك الحقل التصوفي بمفاهم صحيحة حتى يكونوا خير خلف لخير سلف وحتى لا تجلبهم تيارات هدامة ذات منحى غامض، وليس له صلة بالمذهب السني الأشعري المالكي للمتبع في المغرب ،أما موقفه (أي الشيخ) من خيارات “العدلوالإحسان) فهو يرى أن الشيخ عبدالسلام ياسين رغم كونه من نتاج الزاوية البوتشيشية ،أراد تسييس منظور التصور بنهجه تيارا غريبا والخروج عن الجماعة ليس من أعمال السلف، أما قضية الصحراء فيقول الشيخ إنه لانقاش في الوحدة الترابية وليكن امتداد صحرائنا حتى “زبوجة مولاي اسماعيل”.
وفي حديثه عن علماء الظاهر الذين بعتبرون أنفسهم أصل الحقيقة ،عندما نتحدث إلى شيوخ الزوايا نراهم يقولون أنهم أصلح الطرق والأقدر نلى إصلاح الناس مما نستنتج معه أنهم أصبحوا كشركات الإشهار الوي تتنافس في عرض منتوجاتها وكل واحدة ترى سلعتنا “أنقى من النقاوة”.وخلاصة القول فالزاوية الدرقاوية الهب ية ذات بعد صوفي صافي

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!