فضيحة رؤساء الجماعات الأميين بدائرة أزمور

2015-02-19T13:40:37+00:00
جهويةسياسة
18 فبراير 2015آخر تحديث : الخميس 19 فبراير 2015 - 1:40 مساءً
فضيحة رؤساء الجماعات الأميين بدائرة أزمور

أزمور أنفو 24 بقلم: عبدالواحد سعادي

أكاد أنفجر ضحكا عن الجهل الصارخ والأمية المفرطة المعششان في ألباب بعض الرؤساء المتربعين على كراسي التدبير المحلي بدائرة أزمور الساهرون يا حسرة على تسيير شؤون المواطنين بها ، الذين لا يعلمون كيف يقرأون  ولا تنطق ألسنتهم الملتوية جملة أو عبارة واحدة صحيحة ، بلغة دولتهم ودستورهم ودينهم ونبيهم محمد صلعم ، أما الوثائق باللغة الفرنسية فيوقعون أسفلها على خراب بيوتهم في غفلة وعدم دراية منهم ، لذلك نجذ ثلاثة منهم اليوم في قفص الاتهام أمام المحاكم بتهمة عدم القراءة والكتابة المؤديتان بهم إلى مزاولة الزور واستعماله من خلال إمضائهم في غير محله على وثائق جد عادية وسهلة ،فتأملو معي رئيسا تشابه لديه البقر فأمضى على وثيقة متعلقة ( بسيارة إسعاف ) وفي وثيقة ثانية تتعلق بنفس الملف والغرض وقع على ( سيارة خدمة ) لأنه يفتقد الكفاءة والقدرة على التمييز بين سيارة إسعاف وسيارة خدمة ، ورئيس آخر سحب نسخة من وثيقة عدلية من المحكمة وقام بوضع خاتم الجماعة وإسمه وصفته كرئيس ووقع في الخانة الخاصة بقاضي المحكمة ، ومن أجله اتهموا بالزور واستعماله في وثائق رسمية .

فإذا كانت وزارة الداخلية قد تراجعت مؤخرا عن فرض مؤهل البكالوريا بالنسبة للترشح لرئاسة جماعة قروية أو حضرية ،فإنها بذلك تمنح لهذه الظواهر الكارثية أن تحيا وتعيش بالباطل مزيدا من الزمن ،وتضمن لها الاستمرارية في العبث ، وهاهم واحد من رعاياها الأميين الأوفياء لها يتمرد عليها ويتطاول على عملها ودورها ، ليعلن جهرا أن وزارة الداخلية لا تعلم ما يجري ويدور بمدينة البيرالجديد ، مما نستنتج من خلاله حسب اعتقاد هذا الرئيس أن وزارة الداخلية نائمة في سباة عميق ولا علم لها بالأحداث من حولها ،فتأملوا معي الدرجة التي بلغها هؤلاء المنتخبين الأميين الذين ضغطوا من زاوية أخرى على وزارة الداخلية كي تتنازل على مستوى البكالوريا في الترشيح رغم أنهم لا يفرقون بين الألف والزرواطة ويتشابه عندهم البقر في كل توقيع وفي كل قرار وفي جميع مايتعلق بالمواتيق والقوانين ومجالات التدبير والتسيير ومع ذلك يفرضون أنفسهم بقوة وعلى الجميع…إنها الكارثة بمنابر الجماعات المحلية ..إنه العار المبين .

ولذلك تجدني بهذه المناسبة لا أكتب نظرية، أو أنظم أبياتا شعرية في الغزل ،أو أجيب عن أسئلة فلسفية قابلة للصواب والخطإ، بل أضرب أمثلة حية وواقية لا غبار عليها كما هو في علم وزارة الداخلية التي لا تخفى عنها خافية ،فكما تتبعه المغاربة من طنجة إلى الكويرة وقرأناه معهم على الصفحة الأولى من جريدة الصباح الوطنية بعددها 4603 الصادر يوم الثلاثاء 3 فبراير 2015 تحت العنوان العريض : ” توسيع نفوذ بلدية دون علم وزارة الداخلية ….” ووصفت رسالة الرئيس المعني الموجهة إلى عامل إقليم الجديدة ما يقع فوق الأراضي التابعة لنفوذه الإداري بالمخطط إذ أن الهدف الحقيقي من وراء مخطط بلدية البيرالجديد كما وصل إلى علمنا سياسي محظ له علاقة بالعملية الانتخابية ، وأضاف نفس الرئيس في رسالته الجهنمية السياسوية إلى عامل الإقليم أن بلدية البيرالجديد تعمل على توسيع المدار الحضري دون موجب قانوني ودون احترام المساطر القانونية والإدارية الجاري بها العمل ،والعجب العجاب يثير هذا الطرح المباح : أين كان هذا الرئيس أيام كانت المعارضة بالبلدية والمواطنين بالبيرالجديد التضررين من مشروع التهيئة يأخذون نضالات مستميثة وشجاعة ضد البلدية ؟ لماذا لم يعبر هذا الرئيس ساعتها عن رأيه ويعلن جهرا عن مساندته للمعارضة أيام كات التصميم لا زال في خطواته ومراحله الأولى ؟ ألم يكن هذا الرئيس يواك ويوافق ويمضي على كافة الإجراءات دون قيد أو شرط ؟ أم عندما انطلقت الأرنب من مرقدها راح القناص يحتسي القهوة ، وعندما صدر المرسوم المتعلق بتصميم التهيئة بالجريدة الرسمية في 3 أكتوبر 2013 وقضي الأمر نهض هذا الرئيس من سباته مع اقتراب الانتخابات ليقول اليوم بالضبط لا لتصميم التهيئة وأن وزارة الداخلية لا علم لها بهدف تدويخ وتخذير الناخبين واستمالة أصوات الناس بالباطل والبهتان…لا أظن أن رئيسا متعلما أو مثقفا سيسمح له ضميره بهذا الركوب الأعرج الأعوج ، لكن المنتخبين الأميين يفعلونها وأكثر منها وكأنهم يتناولون قطعة شوكولاتة فهذه سيرتهم وهذه قوتهم في سلب الناس عقولهم كي يصوتون عليهم بكثافة…فموتوا بغيضكم أيها النخب أيها الشباب أيتها الكفاءة لا مكان لكم بين هذه الظواهر المنتشرة في الجماعات والأحزاب كالفطر .

على الرئيس الذي يدعي أن لا علم له ولوزارة الداخلية بما يجري أن يتذكر توقيعاته وإمضاءاته ويراجع أوراقه بأرشيف جماعته ، ارجع إلى مجلسك المنتخب الذي تترأسه لترى وتعيد قراءة ما تداوله في هذا الموضوع برسم دورته العادية المنعقدة بتاريخ 7 مارس 2013 ، ارجع يارئيس إلى دراسة اقتراحات المجلس وملاحظات العموم من طرف اللجنة المركزية بتاريخ 21 يونيو 2013 ،عد إلى المادة الثانية من مرسوم رقم 2.13،752 الصادر في 20 شتنبر 2013 بالموافقة على التصميم والنظام المتعلق به الموضوعين لتهيئة الجماعة الحضرية للبيرالجديد ، ارجع كي يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، ارجع إلى المادة الثانية منه ربما قد نسيت ، التي يسند لك فيها بقوة القانون تنفيذ ما جاء في هذا المرسوم الذي تتبعتم جميع أشواطه ومراحله ووافقتم عليها بمحظ إرادتكم وأنتم في كامل قواكم العقلية والبذنية ولذلك لم تساندوا المعارضة داخل البلدية عندما كانت في حاجة لدعمكم ومؤازرتكم ، لأنكم كنتم طرف في إعداد والموافقة على التصميم ، فلماذا تدغدغون لنا أمزجتنا وتملاونالدنيا غطيطا وقد فات الأوان والبكاء وراء الميت خسارة فادحة ، أم أنها السياسوية لعنها الله المتجردة من الحياء والأخلاق،

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!