الطريقة العيساوية

2015-08-31T12:21:55+01:00
شؤون دينية
30 أغسطس 2015آخر تحديث : الإثنين 31 أغسطس 2015 - 12:21 مساءً
الطريقة العيساوية

بقلم ذ:أحمد الصديق من العدد الثالث لجريدة أخبار أزمور الجهوية

إن جميع الطرق الصوفية و شيوخها الصوفيين تتفق على منهج واحد، رغم اختلاف الطقوس و المظاهر التعبدية، و هذا المنهج واحد أوحد، هو: الالتزام بكتاب الله و سنة نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، فكل ما ، أو من حاد على هذا الطريق أو هذه الطريقة فقد زاغ عن السبيل ، فهو إذن هالك.و حين نعدد الطرق الصوفية أو اتجاهات المتصوفة أو الأتباع أو المريدين أو المقدمين في الزوايا ، فهذا لا يعني رصد الاختلاف بينهم، و إنما استحضار بعض طرق التربية الروحية و مناهجها المختلفة، كل حسب مخاطبيه… إلا أن الهدف الأسمى ، من الأوراد و الأذكار و الوظائف اليومية أو الأسبوعية كان هو تقريب المريد من ربه بأبسط الأشياء و أقرب الأسباب التي غالبا ما تكون في متناول المتعلم و غير المتعلم، و حتى لا يكون التعلم حاجزا أمام المريدين غير المتعلمين… ويعد هذا من الأسباب التي كان تجعل الشيخ أو مقدم الطريقة أو الزاوية يتشدد في بعض الأحيان مع المريدين الذين يتلقون التربية السليمة في الزاوية، فيأمرهم بل و يجبرهم على التحلي بالسلوك التربوي النبوي السليم… اتباع السنة و استحضار سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم…لهذا، حين نتحدث عن طريقة من الطرق الصوفية، فليس الغرض هو المفاضلة بين الطرق، بل إبرازها فقط للمتلقي، عله يكتسب عينا مبصرة و بصيرة نافذة لاستشفاف أوجه الإتلاف و الاختلاف… لأن الوقوف بين يدي الله في محراب ما يستوجب الصلاة أولا بعد الطهارة طبعا، مع التدقيق في مفهوم الطهارة المادية و الروحية، و منها إلى الاستغفار ثم إلى التوحيد ثم الصلاة على رسول الله و إتباع سنته و السر على سيرته المثلى.

من هو شيخ الطريقة؟

ولد/محمد بن عيسى ونشأ بقبيلة فهد،القبيلة العربية التي كانت تعيش قرب مدينة مكناس ،وهو يعتبر أحد أكابر رجال التصوف في مغرب القرن العاشر الهجري،يعرفه الناس باسم الهادي بن عيسى،وهو الاسم الذي أطلقه عليه عدد من الأولياء الصالحين ،أو بالشيخ الكامل،وهو اللقب الذي أطلق عليه نظرا لرسوخه وتمكنه من الفكر الصوفي ،وأخذه بناصية العلوم التي يتميز بها الصوفية ،وقد دعا سيدي أمحمد بن عيسى إلى الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف،وكان يعطى للاحتفال بهذه الذكرى،التي تصادف   12 ربيع الأول من العام الهجري،أهمية كبيرة .

نهل هذا الولي الصالح ،الذي يعد من مشاهير المدرسة الجز ولية ،من مختلف العلوم ،درس بالقرويين ،وتتلمذ على كبار علماء وشيوخ عصره كالشيخ أبي العباس أحمد الحارثي السوفياني،عبد العزيز  التباع أو سيدي محمد الصغير السهيلي ،ثم درس بعد ذلك بالمسجد الأعظم بمكناس ،وقد تعدت شهرة الشيخ الكامل حدود المغرب لتصل طريقته إلى بلدان أخرى حيث أصبح له فيها عدد كبير من الأتباع والمريدين ،توفي رحمه الله سنة 933  هجرية ودفن بالعاصمة الاسماعلية مكناس.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!