حوار صحفي مع الفنان حمزة بوخليفي

2 سبتمبر 2015آخر تحديث : الأربعاء 2 سبتمبر 2015 - 3:12 مساءً
حوار صحفي مع الفنان حمزة بوخليفي

عن جريدة أخبار أزمور الجهوية،حاوره مدير الجريدة عبدالاله كبريتي

رئيسجمعيةربيعالملحونبآزمور

في إطار التعريف بالمكونات الفنية لمدينة ازمور تعمل إدارة جريدة أخبار ازمور على إن تخصص حيزا للتعريف بأبناء ازمور : فنانين ،أدباء ،شعراء…. .وفي هذا العدد سوف نتطرق الى فن الملحون مع الفنان حمزة بوخليفي،وكذلك اعتبارا للقيمة التاريخية التي تكتسيها مدينة ازمورفي هذا التراث الفني من خلال أسماء عالقة بالذاكرة التاريخية أمثال الشاعرالحاج احمد برقية والفنان محمد بلمهدي فرحات وإدريس رحمون ………

أولا: منهوالفنانالمبدعحمزة؟

إسمي هو محمد بوخليفي، لكني معروف باسم حمزة. من مواليد مدينة آزمور. فنان موسيقي عازف على آلة العود وجميع الآلات الوترية. طالب بالمعهد الموسيقي بمدينة سلا في السنة السابعة، متخصص في مادة الملحون. بالإضافة إلى كوني رئيسا لجوق ربيع الملحون بآزمور ورئيسا للجمعية التي تحمل نفس الاسم. وأنا كذلك باحث ومهتم في هذا المجال.

ثانيا: ماسبباختياركلفنالملحوندونغيره؟

فن الملحون ثرات وموروث ثقافي لجميع المغاربة، ولا يمكن إغفاله كفن راقٍ أبدع فيه الشعراء الناظمون أجمل الصور من خلال أبهى تجليات الدارجة المغربية؛ وأطرب المنشدون به أحلى الأنغام والألحان. أضف إلى ذلك أن مدينة آزمورـ التي أفتخر بانتمائي إليها ـ عرفت عبر التاريخ بهذا الفن وأعطت فيه الكثير ولازالت. أنجبت الكثير من الشعراء في هذا الفن من أمثال الحاج محمد بنمسعود، أحمد بنرقية، سيدي موسى بنرقية، محمد بلمختار، المكي واجو، أسماعيل الشوفاني وإدريس واجو…ثم في مرحلة لاحقة امحمد ومحمد بلمهدي فرحات.وحاليا الحاج إدريس رحمون أطال الله عمره صاحب قصيدة “مهد الأجداد” التي يتغنى فيها بآزمور.

أعتقد أن عشقي للملحون واختياري له نابع مما علق في ذاكرتي من أنغام وقصائد ملحونية كنت أسمعها في البيت أيام الصبا عبر أسطوانات حجرية لكبار الشيوخ من أمثال التهامي الهاروشي والحاج الحسين التولاليوغيرهم. ولما وجدت في نفسي شيئا من الإبداع والطرب، لم أتردد في اعتناق هذا الفن والخوض فيه بالبحث والتمحيص والإنشاد والعطاء.

ثالثا: فيظلالظرفيةالحاليةوماتعرفهالساحةالفنيةمنتحولات،كيفتتعاملمعفنالملحون؟

أشكرك على هذا السؤال المهم. أولا الفنان الحقيقي يجب أن يتعامل مع أي موروث ثقافي بعناية وبحذر شديد حتى يحافظ على جوهره وروحه. وهذا ينطبق على الملحون الذي يقال عنه ” فراجتو في كلامو “. وهنا الإشكالية. فهو ليس منزها ولكن الذكاء الفني واجب. فالشاعر ينجب القصيدة أما المنشد فهو يربيها وعليه التصرف في حدود المعقول حتى يوصلها للمستمع بشكل جيد ولائق. إذ هناك بعض القصائد التي تتضمن أجزاء لايمكن أداؤها للعامة حسب جرأتها الإباحية مثلا.

وهنا أفتح قوسا لأوجه ملاحظة لأكاديمية المملكة التي طبعت دواوين لشعراء الملحون، وهي مبادرة محمودة، لكن ـ وللأمانة العلمية ـ فقد كان ممكنا طبع ملحق لكل ديوان تجمع فيه القصائد التي لايمكن قراءتها من طرف العامة وتبقى محصورة لمن يهمه الأمر لأجل البحث العلمي والمعرفي.

أعود للموضوع وأقول إن التصرف في قصيدة الملحون مطلوب في الوقت الراهن. ولنا في مجموعة من الفنون التراثية مثالا على ما أقول، كالراي الذي وصل إلى العالمية.. ومن خاف على موروثهفليبقه على الرفوف. وفن الملحون لو لم تطرأ عليه بعض اللمسات كإدخال الآلات الموسيقية من قبيل العود والكمان والدربوكة وغيرها لطواه النسيان ولما كان الآن بين أيدينا بهذا الشكل. فكل ما لا يتجدد يموت.

رابعا: إذنفأنتتزكيتعاملالمجموعاتالغيوانيةمعالملحون؟

بكل تأكيد. ولهم الفضل في ذلك خصوصا مجموعة جيل جيلالة. أعاتبهم على شيء واحد فقط وهو عدم ضبطهم لكلمات بعض القصائد بالشكل الصحيح. لكن رغم ذلك فهم وسعوا دائرة محبي الملحون وهذا ما يطمح إليه كل فنان. وفي النهاية فالملحون هو الرابح الأكبر من انفتاح المجموعات الغيوانية عليه.

خامسا: ماهيأساليبكفيتجديدالقصيدةالملحونية؟

هناك مستويان. الأول يتعلق بطول القصيدة. فالمتلقي لم يعد لديه الوقت لكي يستمع لقصيدة من ست أو عشرة أقسام( أجزاء)، وهذا يقتضي منا التصرف  وحذف مايمكن حذفه دون إضرار بمعنى النص أو بجماليته. المستوى الثاني يتعلق بالآلات الموسيقية. إذ أسعى إلى إدخال آلات جديدة وأعتقد أن هذا التنوع ليس عيبا، بل يعطي للملحون نكهة خاصة ومميزة. فمن لم تستهوه القصيدة بشكلها الكلاسيكي قد تستهويه الآلات بأنغامها ليفهم بعد ذلك معنى الكلام. وكل هذا يصب في توسيع قاعدة الملحون.

ماذاعنجمعيةربيعالملحون؟

هي أول جمعية مهتمة بفن الملحون بإقليم الجديدة. تأسست سنة 1998. ومنذ ذلك الحين وهي تجاهد في هذا السبيل. وقد انعقد مؤخرا جمعها العام الذي أفرز مكتبا جديدا حظيت بشرف رآسته، جاء على الشكل التالي:

ـ محمد بوخليفي (رئيسا)

ـ عبد العزيز بادري (نائبا للرئيس)

ـ زهير مصلي (كاتبا عاما)

ـ أحمد صديق (نائبا للكاتب العام)

ـ رضوان جوهري (أمينا للمال)

ـ حميد اضحيكة( نائبا لأمين المال)

ـ إدريس الديباجي؛ محمد الصقلي؛ يوسف الدريجي؛ المصطفى أزوكغن؛ محمد السنتوسي؛ عبد القادر خطاب ومبارك الطوبي (مستشارون).

كل هؤولاء الأعضاء اجتمعوا من أجل تحقيق هدف واحد، هو إبراز هذا الفن والتعريف به وطنيا ودوليا ومن خلاله التعريف بهذه المدينة التاريخية التي طواها النسيان ولم تعد معروفة بالملحون إلا عند الباحثين بعد أن كانت بلدا معطاء في هذا الجانب. وأثرت الخزانة الوطنية بقصائد مهمة نذكر منها: الزهو فكتوب التنزيل؛ الحراز؛ الشمعة؛ الحرم يا المهتادي؛ زهور؛ العانس والكثير من القصائد الأخرى.

والجمعية الآن والحمد لله ماضية في تحقيق أهدافها التي سطرتها بكل دقة وثبات رغم الصعوبات.

وقد عملت الجمعية على إنشاء دار الملحون بالمدينة العتيقة بمبادرة من أعضائها وبمجهوداتهم الذاتية. ونعمل جاهدين كي تكون هذه الدار مدرسة لتكوين الأطفال

وتعليمهم فن الملحون حفظا وإنشادا وعزفا. كما أنها مقر لعقد الاجتماعات، وفضاء لتداريب الجوق، ومحج للزائرين. وقريبا سيتم بها خلق خزانة لقصائد الملحون ووضعها رهن إشارة الباحثين والمهتمين.

سابعا: هلمنمنخرطينفيالجمعية؟

أكيد، فقد سعت الجمعية منذ البداية إلى الانفتاح على محبي الملحون والأصدقاء والمتعاطفين والمهتمين. وعززت صفوفها بقاعدة مهمة من الأعضاء من كافة الشرائح الاجتماعية والأعمار. وهذا يعطينا سندا معنويا ويطوقنا بمسؤولية جسيمة نرجو أن نكون أهلا لها ونحقق جميع أهدافنا.

ثامنا: ماذاعنأنشطةالجوقوالجمعيةحاليا؟

شاركت الجمعية في مهرجان ملحونيات لهذه السنة. ورغم أن المشاركة لم تتم بمدينة آزمور كما كنا نتمنى، بل بالجديدة، إلا أنها كانت مشاركة مميزة تلقيت على إثرها التهنئة شخصيا من السيد عامل الإقليم على أداء الجوق، وهذا يزيدنا اعتزازا. صراحة هذا الرجل مميز بعمله وتواضعه. كما تلقينا الإشادة من طرف باشا المدينة الذي يفتح بابه لي دائما. أستحضر هنا أيضا السيد رئيس المجلس البلدي والسيد رئيس الجمعية الثقافية الإقليمية وأتقدم لهما بالشكر عن دعمهما اللامشروط لمشروعنا الفني. هذا ليس محاباة لأحد ولكنه فقط اعتراف بالجميل.

شاركت الجمعية كذلك في ندوة علمية بمدينة الدار البيضاء نظمتها جمعية الرفاق بالحي المحمدي حول موضوع “التراث والتجديد”. كما شاركت في مهرجان مكناس ومهرجان الزجل بالدار البيضاء وشاركت في إحياء مجموعة من السهرات بالجديدة.. والقادم أفضل إن شاء الله.

تاسعا: ختاماماذاتريدأنتضيف؟

أشكر جريدتكم أخبار آزمور التي أعتبرها منبرا لسكان هذه المدينة يشق طريقه بكل ثبات. أتمنى لكم مزيدا من الإشعاع والنجاح. شكرا على هذه الاستضافة التي سمحت لي بالتعبير عما بداخلي. اسمحوا لي إن أطلت عليكم. فالهم كبير والطموح أكبر. والنجاح قادم إن شاء الله. فإن أصبنا فلنا أجران وإن أخطأنا فلنا أجر العمل.

وشكرا ولكم الفضل.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!