باحثان يبسطان آلية اشتغال الصحافي في مواجهة المارد الإلكتروني

2013-11-29T23:26:50+00:00
وطنية
29 نوفمبر 2013آخر تحديث : الجمعة 29 نوفمبر 2013 - 11:26 مساءً
باحثان يبسطان آلية اشتغال الصحافي في مواجهة المارد الإلكتروني

المتابعة: هسبريس

استعرض الإعلاميان خالد أدنون وخالد الطريطقي، أهم التحديات التي تواجه عمل الصحافي المهني في ظل المارد الالكتروني، مؤكدان على ضرورة أن يخرج رواد مهنة المتاعب من نمط الصحافي التقليدي، وأن يطوّروا من مؤهلاتهم بالاشتغال على جميع مراحل العمل وليس التحرير فقط، في عالم تغيرت فيه الكثير من المفاهيم الإعلامية، وذلك عبر لقاء حضره الطلبة والمهتمين بالصحافة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، مساء البارحة الخميس.

الخبير الإعلامي المقيم بقطر خالد أدنون، اعتبر أن مقاولات السلطة الرابعة بالمغرب، لا زالت تتعامل بمفهوم “الصحافي” في حين تتعامل المقاولات الخليجية بمفهوم “المنتج” الذي يتجاوز دوره الاشتغال على مادة ما إلى تقييمها اقتصاديا، وهو ما يشكل عائقاً لدى الصحافيين المغاربة المتجهين إلى العمل بالخليج. وبالتالي، وقصد التغلب على هذا الإشكال، فقد اتجه أصحاب المقاولات الإعلامية الخليجية، حسب أدنون، إلى تطوير مفهوم جديد للتعامل مع المهنيين المغاربة، هو الصحفي المنتج.

وتساءل أدنون هل من الممكن تطبيق نفس النموذج الاقتصادي الذي تعرفه مقاولات الإعلام التقليدي (الصحافة المكتوبة-التلفزيون-الراديو) على الانترنت الذي يتميز بسرعته في الوصول إلى المتلقي. بل أن الانترنت، يستطرد المتحدث ذاته، رمى بثقله حتى على المقاولات المذكورة التي صارت تختزل من مصاريفها. مقدما لمثالٍ بقناة قطرية، استفادت من التطور التكنولوجي في التقليل من مصاريفها ولم يعد الصحفي يكلّفها في عمله سوى نصف التكاليف السابقة.

واستطرد المشتغل سابقا داخل قناة الجزيرة براعم، أن الانترنت وتغيّر نمط المشاهدة، جعلا التلفزيون التقليدي يبحث عن برامج تلائم المواقع الإلكترونية، وذلك بأن مكّن هذه الأخيرة، من نسخٍ لبرامجه لا تتجاوز خمس دقائق رغم أن البرنامج الأصلي قد تصل مدته إلى خمسين دقيقة.

كما وصف أدنون مفهوم صحافة المواطن بكونه ضبابيا ويصدق كثيرا على نوع من الصحافة الصفراء التي تقدم أخبارا مشكوك في صحتها بسبب صعوبة التحقق. ناصحاً الصحفيين في نهاية مداخلته، بالاشتغال على مفهوم الصحافي المتكامل المُلّم بجميع تفاصيل العمل، وأن يضعوا التكوين المستمر نصب أعينهم كي لا تقع قطيعة بينهم وبين التطورات الحديثة.

وفي الجانب الأخر، أكد الباحث في الصحافة الإلكترونية، خالد الطريطقي، نفس الفكرة الأخيرة، عندما قال إن الصحافي لم يعد محررا أو مراسلا فقط، وإنما مصوّرا ومنتجا وموّضبا وما إلى ذلك من المهام الصحفية، وذلك بسبب ظهور القنوات التلفزيونية ذات التكلفة القليلة، وكذلك القنوات الإلكترونية. مُلفتا إلى أن المغرب سيذهب في منحى هذه القنوات مستقبلا، خاصة مع تحرير القطاع السمعي وتطور الممارسة الإلكترونية.

وزاد الطريطقي، أن جودة إنتاج المواد في الصحافة الإلكترونية، هو الرهان الذي على الصحافي محاولة كسبه، مفيدا أن التطور التكنولوجي صار يفرض على الصحافة المطبوعة تطوير أساليبها ومنهجيتها بأن تتوفر على مواد لا يمكن أن تجدها في المواقع الإلكترونية، وهو الأمر الغائب في الصحافة المطبوعة المغربية.

وكتفسير منه لإقبال المغاربة بشكل كبير على المواد السمعية-البصرية على الانترنت، قال الطريطقي إن الأمر يتعلق بعادةٍ بصرية للشعب المغربي الذي يميل أكثر للمشاهدة وليس للقراءة، وهو ما يفرض تطوير مقاطع الفيديو الموجودة على الانترنت، مستطردا أن خطر هذا الأخير على وسائل الإعلام التقليدية، يظهر أكثر في الدول المنغلقة التي تقمع الحريات وليس في تلك التي فتحت المجال أمام حرية الرأي والتعبير بكل تجلياتها.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!