ظاهرة كراء الشقق المفروشة بالجديدة تحت المجهر

2017-01-29T15:39:47+00:00
جهوية
28 يناير 2017آخر تحديث : الأحد 29 يناير 2017 - 3:39 مساءً
ظاهرة كراء الشقق المفروشة بالجديدة تحت المجهر

ازمور انفو24 المتابعة:شعيب مرزاق

أثارت قضية تفكيك الشبكة الارهابية داخل شقة وسط مدينة الجديدة للإيجار لفترة قصيرة ردود فعل غاضبة لدى كثير من الجديديين  بسبب انتشار مثل هذه الشقق في عدة أحياء بالمدينة…

وقد اتّضح من خلال أولى الأبحاث أن الشقة، مكان تواجد الارهابيين خصصها صاحبها على ما يبدو للكراء، لكن بطريقة مشبوهة، حيث كان يسوغها بحساب الكراء المؤقت لأشخاص مختلفين.

ومثل هذه الطريقة في تسويغ الشقق، ليست بجديدة وهي منتشرة منذ سنوات في بعض الأحياء الراقية والشعبية وببعض العمارات وسط مدينة الجديدة، و يكون التسويغ ليوم أو لليلة أو لبضع ساعات وبأسعار مختلفة حسب مكان الشقة والتجهيزات والرفاهة المتوفرة بها.

ويرى البعض أن تكاثر هذه الشقق أصبح مصدر قلق للسكان القاطنين بجوارها للاشتباه في أنها مخصصة لممارسة للأغراض الشخصية لأن أغلب المترددين عليها يكونون عادة شباب.

وعادة ما يتذمّر الأجوار من هذه الشقق بسبب ما يصدر عن متسوغيها من ضجيج وقهقهات عالية وتصرفات مشبوهة وحركية لا تهدأ.

واتضح أن مالك الشقة يُسوغها لفترة محدودة، مقابل مبالغ مالية كبرى ويستعين في ذلك بـ”سمسار” ليجلب له الزبناء.

و كذلك ما تتسبب فيه هذه الشقق من قلق للأجوار ومن انتهاك لحرمات عائلاتهم ومن اعتداء صارخ على الأخلاق الحميدة، فإن هذه الشقق باتت تمثل اليوم خطرا بسبب ما قد يحصل فيها من جرائم وحوادث مختلفة.

فهذه الشقق تكون عادة مكانا مناسبا ليس لممارسة أغراض حميمية فقط بل أحيانا لشرب الخمر وتناول المخدرات،  واختفاء اشخاص مبحوث عنهم قضائيا وهو ما يُسهل عادة اندلاع المناوشات بين الشاب والفتاة التي ترافقه وينتهي الأمر في بعض الأحيان بارتكاب جريمة تتراوح بين العنف الشديد والقتل، وقد حصلت جرائم عديدة من هذا القبيل داخل هذه الشقق طيلة السنوات الماضية.

كما أن هذه الشقق تشهد أحيانا حوادث موت مؤسفة إما بسبب الغاز أو الكهرباء وذلك لعدم اتخاذ أصحابها الاحتياطات اللازمة وعدم صيانة تجهيزاتها لتفادي المخاطر المحتملة.

والغريب في الأمر أن أصحاب هذه الشقق ينشرون إعلانات في الصحف وعند الاتصال بهم هاتفيا يُخبرون المتصل انها مخصصة للكراء بالأسبوع أو باليوم والليلة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الشقق يتسوغها أحيانا بعض السياح العرب للأغراض نفسها، وتكون مدة التسويغ عادة لعدة أيام وليس لسويعات أو ليوم واحد.

و رغم أن القانون لا يمنع كراء المحلات ليوم واحد أو لليلة أو لساعات، لكنه يشترط إبرام عقد حتى يكون المالك على بينة من هوية المتسوغ ويمكن عندئذ الاتصال به وتحديد مكانه عند حدوث مكروه داخل الشقة.

و في مثل هذه الحالات عادة ما يتمكن  الباحثون والمحققون الأمنيون والقضائيون من معرفة الأسباب الحقيقية التي دفعت بالمالك إلى تسويغ محله خاصة فيما يتعلق بالجرائم الأخلاقية، ولا ينفع بالتالي صاحب العقار أن يُنكر معرفته بالسبب الذي تسوغ من أجله المالك محله.

وأمام انتشار كراء الشقق المفروشة لغايات مشبوهة، مع علم مالكها عادة بالغاية الحقيقية من تسويغها، يمكن القول إن الأمر بات يحتاج اليوم إلى تدخل من المشرع قصد ضبط نص قانوني واضح وصريح يردع بصرامة مرتكبي هذه الجريمة حتى لا  تتحول المسألة إلى ظاهرة تهدد بمزيد انتشار بعض المظاهر الإجرامية و الإخلال بالأخلاق الحميدة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!