محاسبة الذات إحدى أهم القيم القادرة على وضع المجتمع والفرد على مسار التقدم والتطور والازدهار لصالح المدينة

12 ديسمبر 2013آخر تحديث : الخميس 12 ديسمبر 2013 - 7:23 مساءً
محاسبة الذات إحدى أهم القيم القادرة على وضع المجتمع والفرد على مسار التقدم والتطور والازدهار لصالح المدينة

 

محاسبة الذات حقيقة من الحقائق التي تدل على أن أكثر الناس المعرضون للخطأ، هم أولئك الذين يتحركون و ينشطون و ينتجون كثيرا، تبعا لمسؤولياتهم، لهذا قد تكون هناك أخطاء غير مقصودة، لكنها ربما تكون خطيرة إذا لم يتم معالجتها، من هنا تأتي أهمية قيمة محاسبة الذات من اجل أنصاف الآخرين، خاصة من لدن أصحاب المناصب الكبيرة و المؤثرة في حياة و مصائر الناس، و لعل الأهمية القصوى التي تتسم بها قيمة محاسبة الذات تفوق أهمية الأنواع الأخرى من المحاسبة، كالقضاء و ضوابطه و ما شابه، لأن محاسبة الذات إذا تحققت فعلا، فإن المجتمع كله سوف يجني ثمارها القيّمة.

إن المحاسبة كقيمة من قيم التقدم عند العقلاء، هي نوع من التصحيح الدائم للأخطاء التي قد يرتكبها الإنسان أثناء نشاطاته المختلفة، في التفكير أو السلوك أو العمل، و هي  عند الساسة و السياسيون و المتسيسون تذهب بعيدا في التقريع، و تتحول إلى عنصر مزعج يحد من قدرات الإنسان، بل على العكس من ذلك، قيمة محاسبة الذات تكمن في متابعة الإنسان لأفكاره و أفعاله و تصحيح ما قد يقع منها في حيز الخطأ، أو قد يتسبب في التجاوز على الغير.

و للمحاسبة صور وإشكال و مضامين عديدة، من بينها، و أكثرها أهمية، محاسبة الذات، و هي نوع من المراقبة و المتابعة الذاتية، يقوم بها الإنسان ذو الضمير الحي كي يرصد نفسه، أو بالأحرى يقوم بها ضمير الإنسان، و هو أكثر القضاة عدالة و معرفة بما تفعله النفس، و ما تضمره الذات للآخرين و للشخص نفسه أيضا، من هنا أصبحت محاسبة الذات إحدى أهم القيم القادرة على وضع المجتمع و الفرد على مسار التقدم و التطور و الازدهار.

لهذا فإن القيمة الأساسية لغرس محاسبة الذات في شخصية الإنسان و في مقامنا هذا نخص المستشارين الجمعاويين و ممثلين الأمة و القابعين على كراسي المسؤولية بدون حرج، إنما تكمن في تحصين الإنسان  من الوقوع في فخ تفضيل الذات على الآخرين، خارج القوانين و الأعراف والضوابط المتعارف عليها مجتمعيا، بمعنى هناك من لا يفكر إلا في نفسه و مصالحه و مكاسبه حتى لو أدى تحقيقها إلى الضرر بمصالح الناس و المجتمع، لذلك من المهم تعميم قيمة محاسبة الذات، كي يتحاشى الإنسان الوقوع في الخطأ، ويظلم غيره عن قصد كما هو سلوك بعض المتكلمين باسم الأمة، أو من دونه .

من هنا مطلوب منكم يا لقابعين على كراسي القرار الشريعي و التنفيدي تفعيل هذه القيمة، من خلال توجيه الناس إلى هذا النوع من المحاسبة، و زرع هذه القيمة في النفوس منذ مراحل مبكرة في حياة الإنسان، أي ينبغي أن يتم غرس هذه القيمة في نفس الطفل، من خلال المحيط العائلي، ثم المدرسة التي يدخلها الطفل كي يتعلم أبجديات القراءة و أولويات الحياة، فإذا شبّ الطفل على قيمة مراقبة الذات، فإنه لا شك سيكون قادرا على إحباط المآرب الدنيئة الملطخة لوجوه البعض التي تحاول أن تحققها النفس على حساب الأخلاق 

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!