ضريح سيدي وعدود بازمور

2017-04-30T10:33:17+01:00
أزمورصوت و صورة
26 أبريل 2017آخر تحديث : الأحد 30 أبريل 2017 - 10:33 صباحًا
ضريح سيدي وعدود بازمور

ازمور انفو24 بقلم: محمد الماطي

في المنطقة الفاصلة بين أزمور والبحر بالضفة اليسرى لمصب نهر أم الربيع ينتصب فوق مجموعة تلال رملية ضريح الولي الصالح سيدي محمد عبد الودود المعروف عند ساكنة ازمور بسيدي وعدود اوسيدي عبد الودود السملالي، اشتهر أيضا بقول العامة فيه “سيدي وعدود من الأرض والبلاد ومولاي بوشعيب مول المال ولولاد”.

كان ورعا تقيا وصاحب خلوة في فناء الضريح وقليل الخروج الى الناس، وكان يخرج في بعض الأوقات الى خلوة أخرى بجوار مصب نهر أم الربيع توجد أسفل ضريحه، وتعرف هذه الخلوة عند سكان ازمور بخلوة مولاي عبد القادر الجلالي، وكان رحمه الله يأمر أصحابه بكثرة الاستغفار والحمد لله والتسبيح والصلاة على سيدنا محمد واله وسلم وهو ما نقله الناس بالتوارث مند زمنه الى يوم الناس هذا، وقد كان أيضا طبيب زمانه يصف للناس أدوية أعشاب لعلاج أمراضهم، وقد تضاربت الروايات الشفوية حول تاريخ وفاة هذا الوالي الصالح لكن يبدو من ضريحه انه ضارب في التاريخ، والغالب حسب الباحثين الاركولوجين الذين سبق ان استكشفوا المنطقة ودرسوا بناء الضريح و الأسوار المجاورة له والاقواس عند مدخل الباب القبلي له، ان تاريخ البناء يعود الى بداية العصر المرابطي، وعليه قد يكون الوالي الصالح عبد الودود قد عاش قبل حكم المرابطين أو في بداية عهدهم، وتقول الروايات الشفوية انه كان يعيش خلال القرن الرابع الهجري، وتوفي في أواخره أو أوائل القرن الخامس.

ويعد الوالي عبد الودود الأشهر بعد الوالي مولاي بوشعيب السارية، إذ توفي قبله بسنوات عديدة، يقول الكاتب المستشرق مشيل بلير في كتابه مدن وقبائل مغربية، أن ضريح سيدي وعدود يقع بين الكتبان الرملية شمال ازمور التي تبعد عنها بكلومتر واحد، وقد اخدت الرمال تغمره شيئا فشيئا حتى أصبح الآن في قعر تهدد جنباته بالانهيار، ورغم قدرة سيدي وعدود على التحكم في الرمال وعلى درعها فانه اضطر إلى قبول مساعدة 200 رجل سخروا لتخليص جنباته من الرمال المتراكمة التي سبق لها أن هدمت عددا من الغرف المعدة لإيواء المرضى.

اشتهر ضريح سيدي عبد الودود بانه كان مركزا استشفائيا يرتاده المرضى المتداوون بالاعشاب، خاصة بنبثة تجلب من مدينة فاس، قيل انها تجلب من الهند او من البرتغال، ولازال الى اليوم من يتناولها ، وكان المرضى يسميهم الناس بالمعشبين، وكان زوار سيدي عبد الودود يفدون من كل حدب وصوب خاصة من الجزائر وموريطانيا والسودان قصد العلاج، وكانت تعطى لهم وصفات من العشب، وتمنع عليم اكل الحار والحامض من الطعام ولحم الانثى من الانعام، وفي هذا الصدد صدر ضهير شريف يمنع ذبح الأنثى من الأنعام في مدينة ازمور استجابة لطلب تقدم به حفدة الشيخ الوالي الصالح حفاظا على سلامة المرضى المعالجين، فصدر الظهير ولازال معمولا به الى اليوم.

FB_IMG_1493245999732

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!