المغاربة والكرة

2013-12-22T00:03:31+00:00
رياضية
21 ديسمبر 2013آخر تحديث : الأحد 22 ديسمبر 2013 - 12:03 صباحًا
المغاربة والكرة
بقلم العباس الفراسيإن قيامك بجولة صغيرة وسط أية مدينة مغربية أو قرية أو دوار سيكتشف هول الكارثة, فالكل يتنفس الكرة..
إن الكرة الآن تسير جنبا إلى جنب مع تطلعات الناس و آمالهم و معتقداتهم. بل إنها دينهم الجديد. أتباعها كثر: جهلة أميون, خدم و أسياد. متعلمون و مثقفون, سياسيون و لا مبالون عباقرة و بلداء. كسالى ومجتهدون أغنياء وفقراء. خلاصة القول لن تستنشقوا هذا المساء سوى روائح الكرة لان الرجاء البيضاوي المغربي على موعد مع باييرن ميونيخ الألماني, و المناسبة هي كاس العالم للأندية, و بالضبط محاولة الفوز بالكأس, وقد كان انتصارين رجاويين كافيين ليعرف الكثير من المحللين البلداء الذين انتشروا انتشار الفطر في قنوات البترولار أن كرة القدم لا ترتبط بأي عامل تاريخي او أي مستوى احترافي. فهي كالماء لا رائحة لها ولا ارتباط بالتاريخ أو الأفراد. فقطر ستنظم كاس العالم بعد تاريخ طويل من رعي الضان و المعز, والانجليز لم تعد لهم القدرة على إحراز كاس العالم رغم أن أسلافهم هم أول من نفخ ريح الفتنة في جلدة سيعبدها الملايين من الأنام, تماما كما عبد بنو إسرائيل عجل ألسامري و تركوا رب موسى وهارون.
لقد اخبرني احد العقلاء أن الانجليز زهدوا في الكرة وفي كأسها وتركوها تلهي الناس عن أمورهم المعقولة وهمومهم المتراكمة, و اتجهوا مع من اتجه إلى جيوب ومناجم مهووسيها وعبادها, لان بطن الكرة منفوخ بالهواء, أما جيوب البلداء ومناجمهم وأسواقهم, فملأى بالمال والذهب الذي لا ينضب. وهنا أصبح سوق الكرة سوق لا يعرف البوار و سماسرته لا يشتمون سوى روائح الثروة والجاه و قد أنتج هذا السوق سدنته و زعماؤه وأسياده, لا كفاءة لهم ولا علم ولا معرفة, فهذا شرط السوق وهذه تعاليم الدين الجديد.
..سألته عن أنبياء هذه الملة, أجابني بابتسامته المعهودة: أنبياء كثر ولا شيطان واحد
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!