حقوق الجوار في الشريعة الإسلامية.

azemmourinfo24
اقلام حرة
azemmourinfo2414 نوفمبر 2023آخر تحديث : الثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 8:19 مساءً
حقوق الجوار في الشريعة الإسلامية.

ازمور انفو 24:بوشعيب جوال باحث

حاصل على شهادة الدكتوراه في الشريعة والقانون وقضايا المجتمع.

مقدمة

الجوار من العلاقات الاجتماعية الهامة التي تربط بين الناس، وقد أولى الإسلام هذه العلاقة اهتمامًا كبيرًا، وحث على حسن الجوار وحفظ حقوق الجيران. ولقد رتب الإسلام على حسن الجوار ثوابًا عظيمًا، وحذَّر من إيذاء الجار، ورتب عليه عقابًا شديدًا، حيث قال الحق سبحانه وتعالى في محكم تنزيله “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا» (سورة النساء: 36).

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خيرُ الأصحابِ عِندَ الله خيرُهُم لصاحِبه ، وخيرُ الجيرانِ عِند الله خيرُهُم لجاره.

اذن فما هو مفهوم الجوار؟ وما هي حقوقه؟ وما حكم إيذاء الجار؟

وما هي آثار حسن الجوار في الإسلام؟

تلكم هي جملة من الأسئلة التي يمكن الإجابة عليها من خلال هذا البحث المتواضع.

الجوار هو القرب المكاني بين الناس، سواء كان في القرية، أو المدينة، أو الحي، أو الشارع.

وقد حدد الإسلام حدود الجوار بثلاثة أذرع، أي ما يعادل ستة أمتار.

حقوق الجيران في الشريعة الإسلامية.

للجار على جاره حقوقًا كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال ما يلي :

  • السلام والتحية: يجب على المسلم أن يسلم على جاره عند لقائه، ويرد عليه السلام.
  • الرد على الدعوة: إذا دعا الجار جاره إلى وليمة، أو عشاء، وجب عليه الرد على الدعوة، إلا إذا كان له عذر شرعي.
  • إماطة الأذى يجب على المسلم أن يميط الأذى عن طريق جاره، سواء كان هذا الأذى بالقول، أو الفعل.
  • العدل والإنصاف: يجب على المسلم أن يتعامل مع جاره بالعدل والإنصاف، وأن يعامله كما يحب أن يعامله.
  • الستر: يجب على المسلم أن يستر جاره، وأن لا يفضحه أمام الناس.
  • النصيحة: يجب على المسلم أن ينصح جاره إذا رأى فيه خطأ، أو انحرافًا.
  • المساعدة في الشدائد: يجب على المسلم أن يساعد جاره في الشدائد، سواء كانت هذه الشدائد مادية، أو معنوية.

وقد ورد في السنة النبوية الشريفة الكثير من الأمثلة على حسن الجوار، منها:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره”.
  • عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره”.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكل طعامًا فحمد الله عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد برك له في طعامه وشرابه”.

وقد حرَّم الإسلام إيذاء الجار، ورتب على ذلك عقابًا شديدًا، قال الله تعالى: “وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا” [النساء: 152].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من آذى جاره، فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله، فالله غضبان عليه”.

ولحسن الجوار آثارًا إيجابية كثيرة على المجتمع، منها:

  • تقوية الروابط الاجتماعية بين الناس: يؤدي حسن الجوار إلى تقوية الروابط الاجتماعية بين الناس، ونشر المحبة والألفة بينهم.
  • تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع: يؤدي حسن الجوار إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع، ومنع وقوع الخلافات والنزاعات.
  • دفع الفتن والشر: يؤدي حسن الجوار إلى دفع الفتن والشر عن المجتمع، ومنع وقوع الكوارث.

خاتمة

حسن الجوار من الأخلاق الحميدة التي دعا إليها الإسلام، وقد رتب على ذلك ثوابًا عظيمًا، وحذَّر من إيذاء الجار، ورتب عليه عقابًا شديدًا.

والقيام بهذه الحقوق من أهم أسباب السعادة للفرد والمجتمع. فالناس في هذه الدنيا ممتحنون، والمصائب تحيط بهم من كل جانب، والإنسان بمفرده أضعف من أن يصمد طويلاً أمام هذه الشدائد، ولئن صمد، فإنه يعاني من المشقة والجهد ما كان في غنى عنه لو أن إخوانه التفتوا إليه، وحدبوا عليه، وهرعوا لنجدته، وأعانوه في مشكلته، فالمرء قليلٌ بنفسه، كثيرٌ بإخوانه وجيرانه وأهله.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!