ازمور بين رمضان وصالح الأعمال فشتان بين اليوم والأمس

2014-07-01T12:46:12+00:00
أزمورثرات أزمور
1 يوليو 2014آخر تحديث : الثلاثاء 1 يوليو 2014 - 12:46 مساءً
ازمور بين رمضان وصالح الأعمال فشتان بين اليوم والأمس

Traditional Mesaharaty in Nablus

بقلم: عبدالواحد سعادي

الصور من الأرشيف ولا تعني أصحابها

هذه الأيام لها الخيبة والشقاوة والعناء وتلك الأيام لها النخوة والسعادة والهناء، تلك ترتع في رياض الجنة وتأوي إلى قناديل معلقة في العرش في لذة نعيم،وهذه محسوبة تعذب في نار الجحيم،فهذه مدينة عظيمة النفع ،جليلة القدر، كثيرة الفائدة،فلا تكاد تجد ما تتضمنه من بدائع الفوائد،وفوائد القلائد في مدينة سواها بالدلائل الأثارية والتاريخية وأقوال العلماء الأخيار أكتب هذا وليس إلا قطرة من وادها الربيع الفياض ،فالحديث عن أزمور لا يجف ولا ينضب لكل ناظر متأمل في بدائعها ومعانيها ودقائقها.فهي نداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويرد، لكن المسؤولين لا يفهمون لغتها لأنها تنطق بجميع لغات العالم ومسؤولونا لا يجيدون إلا لغة واحدة واضحة بينة متجلية في واقع اليوم الذي تحياه أزمور في الزمن الراهن بدون وجه حق انها الحقيقة الساطعة التي لم يعد في امكان أي كان أن يحجبها بالمساحيق والأقنعة الزائلة، مادامت أزمور حية شامخة تخاطب ضمائر الأحرار في العالم أجمع في وقت وجيز.

انطلاقا من هذا التقويم الروحي والسياسي والتاريخي الذي يقدم كشف الحساب قبل أن يكون الصرف وحتى لا نتيه من بنك أزمور الكبير فلنتكلم اليوم أو نتكيف مع أجواء رمضان الفضيل لنتعامل مع أزمور من خلال رجال رحلوا ،مع زمن ولى مع ذاكرة أزمور ،لنعرج معا على المسحراتيين المعلمين الثلاثة “با العمراني” مسحر ساكنة درب الشواي ،طريق البحر ،والجيلالي فرطاطة مسحر الحفرة،درب الجديد ،طريق مولاي بوشعيب والقامرة ثم المعلم محمد الزيتوني مسحر القصبة بدائرة المدينة العتيقة ،ومن مستملحات با العمراني الذي عشقت هرولته ودقه على الطبل أنه كان يخاف القطط وعاش رحمه الله أزيد من 100 سنة ورغم خوفه القطط كان يجوب الدروب من درب السكويلة الى درب ابن مينة ومن استوديو مصطفى الصوار الى طريق المصلى وطريق الجديدة ،وكان طباخا ماهرا يشتغل مع المعلمة محجوبة بمقهى المعلم عيسى القلاي المتواجدة ذلك العهد بفضاء الحديقة حاليا ،المحطة الطرقية سابقا .

هؤلاء المسحراتيين المعلمين كانوا ينطلقون في شغلهم على الساعة الواحدة ليلا يضربون على طبولهم بالازقة والاحياء والشوارع بهذف ايقاظ المسلمين لاعداد وجبة السحور ،اما بعد صلاة العشاء فكان رجال آخرون يصعدون صوامع المساجد لينشدوا بواسطة النفار والمزمار “الغيطة” وكذلك يفعلون قبل صلاة الفجر أتذكر بينهم سيدي محمد مومني وسيدي حسن حيدة وشقيقه الأصم “زنزون” ثم سي الزيتوني الذي له ميزة خاصة في صنع الاقلام القصبية الحبرية لفائدة طلبة “محضرة” الكتاتيب القرآنية.

وأما بخصوص الأطفال والشباب الازموريين فنشاطهم في رمضان كان ينطلق مباشرة بعد الافطار وهو “سباق دينيفري”التي كانت ألعابه منتشرة في جميع أزقة ودروب أزمور وبعد خروج الناس لاداء صلاة تراويح العشاء ينسحب الاطفال بحياء واحترام ويلجون بيوتهم في هدوء تام وأكثرهم حينها كان متابعا لمسلسل عازف الليل التلفزيوني ومسابقات عبد العظيم الشناوي التلفزيونية والاغاني الغيوانية مع بوجميع وغير ذلك كثير في زمن الافادة والاستفادة ،وليس الوقت الحاضر زمن البلادة والجهالة ،لذا وجب على المجتمع المدني الازموري خصوصا الشباب الناشطين بهيئاته ومنظماته أن يشدوا على الطبل والنفار والمزمار في أجواء رمضان بالنواجد في اطار احياء ثرات مدينة ازمور الخالد ،كما وجب على المجلس البلدي كي يرصد اعتمادات مالية بميزانيته العامة لتحفيز ودعم الشباب المتشبت بذاكرة مدينته، ولنقم إكراما وتقديرا لهؤلاء الشباب الذين يعانقون الطبل في رمضان 2014 حتى لا يندثر هذا التقليد التراثي العميق .فتحية لهم لانهم يربطون الماضي بالحاضر ويذكروننا بأيام زاهية خلت وسيذكرهم التاريخ كما ذكر أسلافهم.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!