وداد الناصري ووداد الأمة

2014-10-29T15:55:39+00:00
رياضية
29 أكتوبر 2014آخر تحديث : الأربعاء 29 أكتوبر 2014 - 3:55 مساءً
وداد الناصري ووداد الأمة

جمال اسطيفي “المساء” عدد 2514

يسير فريق الوداد الرياضي لكرة القدم بخطى حثيثة هذا الموسم، فرغم الإقصاء المبكر للفريق هذا الموسم من منافسات كأس العرش، إلا أنه يقدم عروضا جيدة في البطولة، آخرها كان أمام شباب الحسيمة عندما فاز بثلاثية، كما أنه يضم في صفوفه لاعبين بأعمار صغيرة، أبرزهم رضى الهجهوج مما يفتح باب المستقبل على مصراعيه أمام الفريق،
ناهيك عن أن جماهير الوداد عادت بقوة للمدرجات، وأصبحت في كل مباراة تصنع الحدث وترسم الاحتفالية.
لقد خرج الفريق بعد تولي سعيد الناصري للرئاسة خلفا لعبد الإله أكرم من “نفق” الأزمة المالية، كما أن اللاعبين يحصلون على مستحقاتهم المالية في وقتها، بل إنهم يتوصلون بمنح الفوز في مستودع الملابس، مما زرع الحماس في اللاعبين الذين باتوا يخوضون المباريات بنفس آخر.
وإذا كانت هذه كلها نقاط ضوء يعيشها الوداد وعاد من خلالها إلى الواجهة، إلا أن لا أحد تساءل عن مصدر موارد الوداد المالية، ولا كيف نزل المال من كل الاتجاهات لينعش خزينة الفريق.
لا شك في أن سعيد الناصري استفاد من شبكة علاقاته الخاصة وغير الخاصة لجلب موارد مالية للفريق، خصوصا أن المال ضروري لتحريك الأمور ودفعها في الاتجاه الصحيح.
وإذا كان يحسب للناصري المجهود الذي قام به، إلا أن هذا الوضع لا يبعث على اطمئنان كلي بالنسبة للفريق “الأحمر”.
إن أحد أكبر المشاكل التي جعلت الوداد يعيش هزات هو ارتباطه بالأشخاص، لقد ارتبط في وقت سابق بعبد الإله أكرم، لكن سرعان ما تغيرت الأمور بعد سنوات ووجد الفريق نفسه في الهاوية، رغم أنه أحرز لقب البطولة ولعب نهاية عصبة الأبطال الإفريقية ونهايتين لعصبة الأبطال العربية، لذلك، من المفروض الاستفادة من الأخطاء.
الوداد بقدر ما هو في حاجة إلى أشخاص وازنين يضعونه على الطريق الصحيح، فإنه في حاجة أكثر إلى أن يتحول إلى مؤسسة قائمة الذات، بموارد مالية واضحة وبعقود مع مستشهرين بارزين تحركهم قيمة الفريق وتاريخه وألقابه وجماهيريته وليس فقط شبكة العلاقات والهواتف النقالة وغير النقالة.
اليوم يوجد الناصري في كرسي رئاسة الوداد، لكن الناصري لن يظل دائما في الوداد، ولذلك، فإن على الناصري وفريق عمله أن يفكروا من الآن في جلب موارد مالية قارة تنفع الفريق، حتى لا يظل أسيرا لـهبات قد تأتي أو لا تأتي، وحتى لا يظل كذلك أسيرا لارتباطات قد تتغير في مغرب يتحرك في كل الاتجاهات.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!