بلغة أولاد الشعب – كيف لليبي أن يهز البلاد؟-

2013-11-06T09:40:39+00:00
حوار مع ..
5 نوفمبر 2013آخر تحديث : الأربعاء 6 نوفمبر 2013 - 9:40 صباحًا
بلغة أولاد الشعب – كيف لليبي أن يهز البلاد؟-

 العباس الفراسي البيضاء

 تستهويني الاستراحة في إحدى مقاهي البيضاء القريبة من المحطة, ويحلو لي أيضا أن أدردش مع احد الرفاق فنخوض في مواضيع شتى تجزية للوقت حتى موعد قدوم القطار. و أعترف أننا لم نتحدث عن أي شيء مهم, سوى أننا هاتفنا احد أصدقائنا لنسأله عن بعض الأمور القانونية بحكم خبرته في ذاك المجال. لكن عندما هممنا بمغادرة المكان وجدنا النادل يتحدث مع شخص أجنبي يجر حقيبة كبيرة و شعرا شبيها بتسريحة البوب الشهيرة, و كل ما سمعناه هو أن صديق النادل قال له بان صاحبنا (شبعان ايصانص)؟ جرنا فضولنا لنسأل النادل عن عبارة (شبعان ايصانص). فأجابنا النادل بلغة الخبير المتمكن أن هؤلاء (هما اللي هازين البلاد) ازداد اجتهادنا واستغرابنا أكثر و تبادلنا أنا وصديقي ابتسامة بلهاء……كيف لشاب مثل ذاك أن…..قاطعنا النادل قائلا: (هاداك ليبي ) سألته كيف لليبي أن (يهز) البلاد؟ أجاب (واخويا معاهوم الصرف) والبلاد تمر بأزمة خانقة (راهوم هما اللي مروجين الحركة). سأله صديقي أي رواج سيخلقه ليبي بالمغرب مثلا؟ وهو الذي ترك بلاد العقيد تنهشها الحروب والفتن, اللهم رواج الدعارة. و أردف قائلا للنادل هل تريد لأختك أن يعبث بها الليبي مثلا مقابل المال وتنمية الاقتصاد؟ أجابنا صديق النادل بلغة حادة بأن هؤلاء -أي النادل و أمثال ذاك الأجنبي- هم من لوثوا المغرب ويعيثون فيه فسادا…. استغربت و أنا أتوجه صوب القطار كيف لهذا النادل أن ينسى انه من ينمي اقتصاد الوطن بشبابه وكده، و أن المغاربة بعملهم و إخلاصهم يجعلون بلدنا رغم النهب والاختلاسات بلدا لا يسقط بل يفقد التوازن فقط. لم نكف من التندر على النادل, خلناه خبيرا اقتصاديا أو محللا سياسيا مثل تلك الوجوه التي تسترزق في فضائيات البترودولار. بل إننا اعتبرناه رمزا للقوادة ومستعدا -كما تجار الوطن- أن يبيع بلدنا لأول مشتر. ذكرنا أيضا بأحد أصدقائنا وهو نقابي غير لونه الحزبي من اجل مصالح نقابوية ضيقة تماما كما غير الهر سلوكه مع الفأر عندما عاد من الحج. أمثال النادل كثر في التعليم مثلا عندما تروج أموال الساعات الإضافية في التعاونيات السكنية والمقاولات, وفي القضاء عندما يستقوي الغني بالقاضي وينعش رصيده البنكي بالمال الحرام ليحصل على أي شيء في هذا الوطن. أمثال النادل كثر في مفوضيات الشرطة والمستشفيات، و العمالات والبلديات والمقاطعات و الوزارات، وكل مؤسسات الدولة و أزقة الوطن. كثر أيضا في الأحزاب و النقابات و الجمعيات، وهم يعرضون خدماتهم بأثمنة بخسة لا لشيء سوى لأنهم فاقدي الكرامة و النسب للوطن. أمثال النادل قد يقضون على الأمل في النهوض، و قد يقنعونك بان الأجنبي هو القادر لوحده على ذلك، فهو الذي يمتلك ليصانص ونحن لا نمتلك شيئا.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!