كل الضغوطات مصدرها الاسرة.

2017-06-18T02:06:02+00:00
منوعات
18 يونيو 2017آخر تحديث : الأحد 18 يونيو 2017 - 2:06 صباحًا
كل الضغوطات مصدرها الاسرة.

ازمور انفو24 :مصطفى طه جبان.
يعد الاستقرار احد اهم الامور الضرورية للأطفال، و في الحقيقة، انهم ينمون بصورة جيدة في وجوده، و هذا شيء منطقي، فعندما يكون العالم من حول الاطفال متزنا، فانهم يستطيعون تحقيق توازن داخلي افضل، لكن الحقيقة المؤلمة ان العالم يميل للفوضى اكثر من الاتزان مما يحتم على الاباء بذل جهد كبير لإيجاد بيئة اكثر استقرارا و اقل ضغطا لأطفالهم داخل البيت، و لكن بطريقة لا توحي بالفطنة، تزيد الاسرة من الضغوطات لدى ابنائهم عن طريق اختيارات خاطئة او طريقة حياة معينة تقرر المضي فيها.
ان معظم الناس يعيشون داخل دوامة، مضغوطين و منهمكين في العمل بسبب ظروف الحياة و تكون النتيجة الطبيعية هي المعاناة سواء على المستوى النفسي او البدني. يكافح الانسان باستمرار لكي ينجز الكثير من الاعمال او لكي يشارك في الكثير من الانشطة في الفترات التي يخصصها لمثل تلك الاغراض، فهو لا يستطيع ان يدرك او الأسوأ من ذلك ان يتقبل الحقيقة البسيطة ان الانشطة الكثيرة قد تهدر وقت الانسان، و على الرغم من ذلك فهو لا يتوقف عن حشو المزيد من الاحداث في رصيد وقته و الذي يتقلص باستمرار.
ان الكثير من الاشخاص يدركون فعلا مدى الاثار المدمرة لنمط الحياة سريع الايقاع، شديد الضغوط، فالناس يبحثون في لهفة عن اية وسيلة تمكنهم من اعادة التوازن لحياتهم.
هذا و من المحتمل ان يكون العديد من البالغين ممن يحاولون تجنب نمط الحياة السريع و ضغوطها لا يدركون اثاره السلبية على اطفالهم، مجرد التفكير بطريقة مختلفة مما يصيب الانسان العادي بالتشويش، و لا يصبح لديه ادنى فكرة عن اذا كان هنالك اي شيء في هذه الحياة يعد ضروريا و هاما.
و كانت نتيجة ذلك انهم اصبحوا محصورين داخل تعريف ضيق لمعنى النجاح و يشمل الثروة، القدرة على الانتاج، النفوذ، الشهرة و الأسوأ من ذلك انهم قاموا بتوريث هذه المفاهيم المتشابكة و الزائفة عن معنى النجاح الى اطفالهم، فهم في هذه العملية الغوا الخط الفاصل بين الطفولة و النضج، و بهذا يكون الاطفال قد بدأوا في مواجهة مشاكل بحجم مشاكل الناضجين تماما.
ان السعي وراء المزيد، هو اكثر الاسباب الشائعة التي تصل بهم سريعا الى حالة الاجهاد، فهم يريدون المزيد من المال، و المزيد من السلطة، و كذلك المزيد من التقدير، و في سبيل تحقيق ذلك، فانهم عادة ما يثقلون كاهلهم بالأعباء و لا يجدون وقتا حتى النوم، و بالتدريج يجدون انفسهم في النهاية يتقبلون هذا الوضع الشاق بل و يعتبرنه النمط الطبيعي للحياة بل و الاسوء من ذلك انهم لا يهتمون كثيرا اذا ما تعرض اطفالهم لنفس هذا النمط، فاذا كانوا قد اخفقوا في ادراك مدى الخلل و السلبية الموجودين في حياتهم، فكيف يتوقعون ان يلاحظوا صعوبة هذا الوضع بالنسبة لأطفالهم؟
و هم لا يسعون وراء المزيد لأنفسهم فقط، بل و يريدون المزيد لأطفالهم ايضا المزيد من التعليم، المزيد من التحفيز، المزيد من الالعاب، المزيد من الفرص، و يعد ذلك رغبة طبيعية، فكل جيل يحلم بحياة افضل لأطفاله. لذا فقد عمل اباء الاجيال السابقة بجد
كي يتمكنوا من توفير بعض المال حتى يلتحق ابناؤهم بالجامعة و لا يضطرون للمعاناة بنفس الطريقة التي عانوا هم بها.
فياله من تغير عبر الازمنة فالان يمتلك الكثير من الاباء ممن ينتمون للطبقة المتوسطة و الطبقة البرجوازية المال الكافي كي يوفروا لأبنائهم التعليم و مختلف وسائل الترفيه بشكل مبالغ فيه قد يفوق قدرة الجيل السابق على تصوره. فلا عجب اذا عندما نرى مدى القلق الذي يساور الاباء بخصوص فرص نجاح اطفالهم المستقبلية، فكثير منهم لا يعلمون و لا يدركون انهم عند تقديم الكثير لأبنائهم بيد انهم لا يدركون متى يكون من الافضل ان يتراجعوا.
على الرغم من ذلك، فقد اثبت الحس الفطري لدى ابائنا تفوقهم على ولعهم الشديد بالتربية المبرمجة، فعندما اتاح لنا اباؤنا وقت الفراغ، اعطونا درسا في كيفية الترويح عن النفس، و عندما سمحوا لنا باللعب في الساحات المخصصة للعب الكرة في الجوار، ساعدونا على الاستمتاع بمبارياتنا، و عندما ارضوا فضولنا و سمحوا لنا باستكشاف العالم، علمونا كيف نطلب العلم طوال حياتنا، و لكن مع الاسف، فقد نسي كثير من اباء اليوم هذه الدروس التي تعلمناها في طفولتنا.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!